أطياف

المثليين والترانس والرقص الشرقي: تعبير عن الذات وتحدي للأدوار الجندرية

الرقص الشرقي‏ أو الرقص المصري/البلدي (بالإنجليزية: Belly Dance)، وهي الحركات المميزة للوسط والأوراك والبطن والأيادي في تناغم مدهش على أنغام الموسيقى الشرقية والمصرية التي تتصل به ثقافيًا وتعبيريًا في تشابه شديد للسيمفونيات التي تتصل وتمتزج بالروح والعقل والقلب.

تمتد جذور الرقص الشرقي إلى الحضارة المصرية القديمة، ومنها انتشر إلى بلاد شمال أفريقيا والشرق الأوسط والعالم. صمد الرقص الشرقي المصري أمام الحصار الأخلاقي والتغيرات الدينية والثقافية التي تكره الرقص وتحقر منه وتحاول منعه بكل الطرق وأخذ في التطور عبر العصور وتحت التقلبات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والدينية المختلفة التي شهدتها مصر والمنطقة. كما أسس الرقص الشرقي وأثر في صناعات مختلفة مثل الموسيقى والأزياء وغيرها.

يعتبر الرقص الشرقي واحدًا من أهم الأدوات التي يستخدمها بعض المثليين والترانس في التعبير عن ذواتهم والتواصل معها والتمرد على الصور النمطية والافتراضات حول الأدوار والتعبيرات والهويات الجندرية التقليدية كـ الرجولة والأنوثة وحول التوجهات الجنسية التقليدية كـ المغايرة الجنسية.

ويُبدع بعض المثليين والترانس في الرقص الشرقي بشكل شبه عفوي وتلقائي، حيث السلاسة والانسيابية، والمزج بين الحركات والموسيقى، وأحيانًا يبلغ المزج درجة عالية ويكأن الموسيقى تسري في خلايا وجسد الراقص، وتُعزف من خلاله وعلى شريانه وأوتاره.

وتظهر تعبيرات الرقص الشرقي عند المثليين والترانس ومجتمعات الميم في الخلوات والغرف المغلقة، أو في التجمعات مع الأصدقاء والمعارف المثليين والترانس ومن مجتمعات الميم، بعيدًا عن الأحكام والتعليقات التي تحمل وتشجع الصور النمطية وتفرض قيودًا على الأجساد ومجرد الحركة بشكل غير تقليدي. وتظهر التعبيرات أحيانًا أمام المجتمع الأكبر، مع مواجهة أكبر للتعليقات السيئة والمهينة والصور النمطية والتقليدية.

الرقص الشرقي والصحة النفسية

  • تخفيف التوتر: تُعزز الحركات اللطيفة والمتكررة مع الموسيقى حالة من التأمل وتُقلل من القلق والتوتر.
  • تحسين المزاج: يزيد النشاط البدني من مستويات الإندورفين، مما يُساعد في مكافحة الاكتئاب.
  • ممارسة اليقظة الذهنية: يُعزز التركيز على الحركة السلسة والإيقاع الترابط بين الجسد والعقل، ويُرسّخ الاتصال النفسي بالحاضر.
  • التعبير العاطفي: الرقص الشرقي أداة للتنفيس عن المشاعر بدون كلام، ويشمل ويحتوي مشاعر مختلفة، مثل: الفرح، والحزن، والغضب، والاستمتاع.

الرقص الشرقي والصحة الجسدية

  • قوة ومرونة العضلات المركزية: تُقوي تمارين العزل عضلات البطن والحوض وأسفل الظهر.
  • الوضعية والتوازن: يحسن الرقص الشرقي محاذاة الجسم والوعي المكاني.
  • اللياقة الجسدية منخفضة التأثير: يناسب الرقص الشرقي مختلف أنواع الجسم والأعمار والقدرات وخاصةً من يعانون مع مشاكل المفاصل.
  • الصحة الهرمونية وصحة الحوض: يُمكن أن يساعد الرقص الشرقي في تحسين صحة الدورة الشهرية والوعي الجسدي. كما يفيد بشكل خاص الأفراد الترانس ولا ثنائييت الجندر الذين يُعيدون التواصل مع أجسادهم.

الرقص الشرقي والوعي الذاتي والتعبير عن الذات

  • استكشاف الهوية من خلال الحركة: يُوفر الرقص الشرقي وسيلة آمنة لاستكشاف التعبيرات والمشاعر المختلفة، مثل الرجولية والأنثوية والانسيابية الخارجة عن الثنائية.
  • المرونة والحركة الحرة: يشجع الرقص الشرقي على الحركة بطرق طبيعية وحرة، وليست أدائية.
  • التمكين الإبداعي: ​​يشجع الرقص الشرقي على الارتجال والأسلوب الذاتي، ويدعم التعبير عن الذات بما يتجاوز التوقعات المجتمعية.

الرقص الشرقي وتحدي الأدوار والأنماط الجندرية

  • التعبيرات الجندرية الأنثوية للجميع: يتحدى الرقص الشرقي بمفهومه النظرة الثنائية التقليدية القائلة بأن الرقة والإحساس والرشاقة والتعبيرات الأنثوية حكر على النساء منسجمات الجندر (سيزجندر).
  • الرقص الشرقي الرجولي موجود: يتزايد ظهور الرجال، والرجال الترانس، والأفراد لا ثنائييت الجندر في عالم الرقص الشرقي، مما يُفكك الصور النمطية.
  • تقليل مركزية النظرة الذكورية: عندما يرقص الأفراد للتعبير عن الذات أو للتواصل مع المجتمع بدلاً من الترفيه عن الرجال منسجمي الجندر مغايري التوجهات الجنسية كما هو شائع، فإنهم يحولون الرقص إلى أداة للتمكين لا مجرد تجسيد وإمتاع بصري وترفيه عن الرجال المغايرين.
  • التأطير الجنسي مقابل الشعور العاطفي: يُساعد الرقص الشرقي الفرد على التمييز بين التأطير/الانجذاب الجنسي وبين الشعور بالتواصل العاطفي والإحساس الكامل بالجسد، وهو أمر مهم خاصةً لمن يتعافون من الإنزعاج الجندري أو الشعور بالعار.

الرقص الشرقي وتمكين المثليين وأفراد مجتمعات الميم

  • مساحات آمنة: تُوفر مجتمعات الرقص الشرقي الداعمة والمتفهمة لتجارب الأفراد المثليين والترانس ومجتمعات الميم بيئات متنوعة خالية من الأحكام المسبقة أو التوقعات الجندرية التقليدية.
  • كلمات وتجارب متنوعة ومرنة خارجة عن الثنائية الجندرية: يتيح أسلوب الرقص الشرقي السلس والمتنوع استكشافًا لكلمات وتجارب تتجاوز حدود الرقص الرجولي أو الأنثوي الثنائي الجامد والمتحجر.
  • التعافي من الانزعاج الجندرية: بالنسبة لبعض الأفراد الترانس ولا ثنائيي الجندر، يمكن أن يكون الرقص الشرقي وسيلةً لاستعادة التواصل مع أجزاء من الجسم تشعر بالغربة بسبب التوقعات الاجتماعية أو الانزعاج الجندري.
  • الشعور بالفرحة والفخر نتيجة التعبير بالرقص الشرقي: يشجع الفخر بجسد الفرد وهويته وإبداعه من خلال الحركة التعبيرية، وبناء حب الذات والثقة بالنفس. كما تساعده على التواصل مع آخرين من مجتمعات الميم بالرقص والحركة، وتساعد على التخلص من الرهاب والقلق الاجتماعي.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.