مسلسل Grey’s Anatomy يدخل التاريخ بضم أول جراح مثلي الجنس إلى طاقمه

خطوة جديدة نحو التنوع والتمثيل الشامل في الدراما الطبية الأشهر

في تطور لافت يعكس التحول المستمر نحو التمثيل الأكثر شمولًا وتنوعًا في صناعة التلفزيون، أعلن مسلسل Grey’s Anatomy، أحد أنجح المسلسلات الطبية في العالم، عن انضمام أول شخصية جراح مثلي الجنس إلى طاقمه الدرامي ضمن الموسم الخامس عشر، الذي بدأ عرضه في أكتوبر 2018.

يُعد هذا الإدراج خطوة رمزية ومؤثرة في مشوار المسلسل، الذي لطالما سعى إلى تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وصحية متنوعة. وبهذا، يواصل Grey’s Anatomy ترسيخ مكانته كمثال للدراما التلفزيونية التي تعكس الواقع وتحتضن مختلف الهويات.

تاريخ من الشمول: تمثيل مجتمع الميم في Grey’s Anatomy

ليست هذه المرة الأولى التي يقدم فيها المسلسل شخصيات تنتمي إلى مجتمع الميم (LGBTQ+)، إذ سبق أن ظهر في المسلسل امرأتان مثليتان، هما “كالي توريس” و”أريزونا روبينز”، واللتان شكّلتا واحدة من أوائل العلاقات النسائية المثلية في دراما التلفزيون الأمريكي.

كما شهد المسلسل لاحقًا انضمام طبيب ترانس ضمن طاقم المستشفى، وهي خطوة قوبلت بالترحيب من قبل جمهور واسع، وأكدت التزام المسلسل بمبادئ التنوع والتمثيل.

من هو الجراح الجديد؟

الشخصية الجديدة التي انضمت إلى المستشفى هي الدكتور نيكو كيم وهو جراح متخصص يُظهر في أدائه الطبي كفاءة عالية، وفي حياته الشخصية يعيش بصدق ووضوح كمثلي الجنس ويقدم الشخصية الممثل أليكس لاندي.

ورغم أن تفاصيل كثيرة عن الشخصية لم تُكشف في البداية، إلا أن وجوده في الحبكة يمثل نقلة نوعية في الطريقة التي يتم بها تمثيل الأطباء من خلفيات جنسية متنوعة على الشاشة.

وقد صرّح أحد كتاب المسلسل أن “إدخال هذه الشخصية كان نتيجة تفكير طويل حول كيفية جعل Grey’s Anatomy مرآة للواقع المعاصر”.

ردود فعل إيجابية من الجمهور والنقاد

منذ الإعلان عن الشخصية، لاقت الخطوة ترحيبًا واسعًا من قبل النشطاء في مجال حقوق الإنسان ومن مجتمع الميم، وجمهور المسلسل الذي تجاوز عدد مواسمه الـ15، ويُعرض في عشرات الدول حول العالم.

العديد من التغريدات والمنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبّرت عن الفرحة والدعم، مؤكدين أن هذه الخطوة تتيح للمراهقين والمشاهدين من مختلف الهويات رؤية أنفسهم في شخصيات تلفزيونية ناجحة وقوية.

وقالت إحدى المغردات: “كفتاة مثلية تطمح لأن تصبح طبيبة، رؤية جراح مثلي في Grey’s Anatomy تعني لي الكثير”.

أهمية التمثيل الإعلامي للشخصيات الكويرية

يؤكد خبراء الإعلام أن التمثيل المتنوع في البرامج التلفزيونية له تأثير بالغ في بناء مجتمع أكثر تسامحًا وشمولًا، خاصة لدى الأجيال الناشئة.

إذ تتيح هذه الشخصيات للناس فرصة التعرف على تجارب مختلفة، وتساعد في كسر الصور النمطية، وتقليل الرفض والكراهية والعنف المبني على الجهل والخوف.

في دراسة نُشرت عام 2017 عن تمثيل الأقليات في التلفزيون الأمريكي، تبين أن وجود شخصيات من مجتمع الميم يُسهم في تحسين تقبل المجتمع للتنوع، ويساعد على تقليل نسب الرفض والكراهية والعنف والتمييز ضدهم.

Grey’s Anatomy: نموذج يحتذى به

منذ انطلاقه عام 2005، حظي Grey’s Anatomy بشعبية واسعة لقدرته على دمج القضايا الاجتماعية المعقدة في حبكات درامية مشوقة. وقد استطاع المسلسل أن يخلق توازنًا بين الترفيه والرسالة، مقدمًا محتوى يرتقي بمستوى الوعي المجتمعي.

وبإضافة شخصية الجراح المثلي، يُعزز المسلسل رسالته الراسخة بأن المهنة، وليست الميول الجنسية، هي ما يحدد قيمة الإنسان ومكانته.

الدراما كأداة للتغيير

مع دخول Grey’s Anatomy عقده الثاني، يواصل المسلسل إثبات أن الدراما ليست فقط وسيلة للترفيه، بل أيضًا منصة للتغيير والتثقيف وبناء الجسور بين فئات المجتمع المختلفة.

إدراج أول جراح مثلي الجنس في المسلسل ليس مجرد تفصيل درامي، بل هو رسالة قوية في زمن لا يزال فيه العديد من الأطباء والعاملين في المجال الصحي حول العالم يواجهون الرفض والكراهية والعنف بسبب ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية وكونهم من مجتمع الميم.