أطياف
مثلية

حفيدة جاكي تشان تُعلن أنها مثلية في خطوة تفتح النقاش حول حقوق المثليين في آسيا

مفاجأة في الوسط الفني الآسيوي


في خطوة أثارت اهتمام الإعلام الآسيوي والعالمي على حد سواء، أعلنت “إيتا إنغ” (Etta Ng)، حفيدة نجم أفلام الأكشن الصيني العالمي جاكي تشان، أنها مثلية الجنس. الإعلان جاء عبر حسابها الشخصي على منصة “إنستغرام”، حيث نشرت صورة لها برفقة صديقتها المقربة وأرفقتها بوسم “#lgbtq” و”#lesbian” مما أثار موجة كبيرة من التفاعل بين المؤيدين والمعارضين.

الإعلان لم يكن مفاجئًا فقط بسبب اسم العائلة المرتبط بأسطورة السينما الآسيوية، بل لأنه يأتي في سياق ثقافي واجتماعي لا يزال يشهد جدلاً كبيرًا حول تقبل المثلية الجنسية في الصين وهونغ كونغ.

من هي إيتا إنغ؟


إيتا إنغ، البالغة من العمر 17 عامًا في وقت إعلانها، هي الابنة غير الشرعية لجاكي تشان من علاقته بالممثلة السابقة “إلين نغ” (Elaine Ng). ورغم شهرة والدها العالمية، لم تحظَ إيتا بعلاقة علنية معه، إذ صرّحت والدتها في أكثر من مناسبة أن جاكي لم يشارك في تربية ابنته ولم يُبدِ أي اهتمام بحياتها.

وقد نشأت إيتا في هونغ كونغ بعيدًا عن الأضواء، لكنها لطالما واجهت تساؤلات حول هويتها الشخصية وعلاقتها بوالدها الشهير.

الإعلان: تأكيد علني للهوية المثلية


في منشورها على “إنستغرام”، شاركت إيتا صورة لها برفقة صديقتها الكندية “أنداي أوتور” (Andi Autumn)، وهي شخصية معروفة في مجتمعات الفن البديل ومؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتبت إيتا:

“بالحب والدعم، وجدت الشجاعة لأقول من أنا. شكراً لكل من دعمني. الحب ينتصر دائمًا.”

هذا الإعلان، رغم بساطته، كان له وقع كبير في هونغ كونغ والصين القاريّة، حيث لا تزال قضايا المثلية تعتبر من المواضيع الحساسة وغير المرحب بها في الفضاء العام.

السياق الثقافي والقانوني: المثلية في هونغ كونغ والصين


رغم أن هونغ كونغ أكثر انفتاحًا نسبيًا مقارنةً بالصين القارية، فإن الزواج المثلي لا يزال غير معترف به، كما أن المجتمع في مجمله لا يُظهر درجة عالية من القبول أو الفهم للتنوع الجنسي.

تشير إحصائية صادرة عن “منظمة ستون وول آسيا” لعام 2016 إلى أن أكثر من 60% من المثليين والمثليات في هونغ كونغ يفضّلون عدم الكشف عن ميولهم الجنسية بسبب الخوف من النبذ الاجتماعي والعائلي.

أما في الصين، فالوضع أكثر تعقيدًا. على الرغم من إلغاء تجريم المثلية منذ عام 1997 وإزالتها من تصنيف الأمراض النفسية في 2001، إلا أن الرقابة الحكومية لا تزال تمنع أي محتوى إعلامي “يُروج للمثلية”، كما حدث عندما حظرت السلطات عرض مشاهد مثلية في المسلسلات الرقمية الشهيرة.

ردود الأفعال: دعم مجتمعي وصمت عائلي


بينما لاقى إعلان إيتا دعمًا واسعًا من أفراد مجتمع الميم والمتضامنين عبر الإنترنت، لم يصدر أي تعليق رسمي من جاكي تشان أو من عائلته حتى لحظة كتابة هذا المقال. وهو ما أعاد إشعال النقاش حول العلاقة المقطوعة بين النجم العالمي وابنته، ومدى دعمه (أو تجاهله) لقضايا التنوع الجنسي والجندري.

من جهة أخرى، تلقت إيتا دعمًا علنيًا من بعض الشخصيات النسوية والحقوقية في هونغ كونغ، حيث كتبت إحدى الناشطات:

“إن إعلانها الشجاع يعكس تحوّلاً جيلّيًا. نحن بحاجة إلى مزيد من الأصوات مثل صوتها.”

أهمية الإعلان في سياق تمثيل الكويريين في آسيا


لطالما عانى مجتمع الميم في آسيا من التهميش والتجاهل سواء على المستوى الإعلامي أو القانوني. لكن مع ازدياد عدد الشخصيات العامة التي تخرج للعلن بهويتها الجنسية، يتغيّر المشهد ببطء.

ويشير تقرير صادر عن “GLAAD آسيا” إلى أن نسبة الشباب الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم جزء من مجتمع الميم في تزايد ملحوظ، مما يجعل وجود ممثلين ومشاهير يعبّرون عن هوياتهم أمرًا ضروريًا لتحقيق تمثيل عادل وإيجابي.

ما الذي يعنيه هذا الإعلان للفتيات الكوير في المنطقة؟


عندما تخرج شخصية ذات اسم معروف — حتى وإن لم تكن على علاقة مباشرة بأشهر أفراد العائلة — للإعلان عن ميولها الجنسية، فإن ذلك يفتح الباب أمام عشرات الآلاف من الشباب والشابات ليشعروا بأنهم ليسوا وحدهم.

ويُتوقع أن يساهم إعلان إيتا في فتح حوارات جديدة حول:

  • الميول الجنسية بين المراهقين في مجتمعات محافظة.
  • دور العائلة في دعم أو قمع أبناءها الكوير.
  • أهمية التربية القائمة على القبول لا القمع.

خطوة صغيرة وتأثير كبير


على الرغم من صغر سنها، فإن ما قامت به إيتا إنغ من إعلان علني عن ميولها، يُعتبر خطوة كبيرة نحو التمثيل، والقبول، وتمكين الشباب الكوير في آسيا والعالم.

هي ليست فقط حفيدة نجم سينمائي، بل أصبحت من دون تخطيط رمزًا للوضوح، والشجاعة، والحق في أن تكون نفسك في عالم لا يرحم الاختلاف.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.