أطياف
زواج المثليين

هيو جاكمان يُعبر عن فخره بعد تشريع زواج المثليين في أستراليا

لحظة تاريخية في مسيرة حقوق مجتمع الميم

في خطوة تاريخية انتظرها النشطاء والمدافعون عن حقوق المثليين في أستراليا لسنوات، تم الإعلان في ديسمبر 2017 عن المصادقة على قانون يسمح بزواج المثليين في جميع أنحاء البلاد. وقد شهد هذا الإعلان احتفالات واسعة في الشوارع الأسترالية، وموجة من ردود الأفعال الإيجابية من الشخصيات العامة والفنية.

من بين أبرز هذه الردود، كان تصريح الممثل الأسترالي الشهير هيو جاكمان، الذي كتب على حسابه الرسمي في تويتر: “لقد صوت بالموافقة وفخور لكوني أستراليًا. كنت أظن أن أمامنا طريقًا طويلًا لتحقيق هذا التقدم، لكن ها نحن ذا.”

كيف تم تمرير قانون زواج المثليين؟

جاء تشريع زواج المثليين في أستراليا بعد تصويت غير ملزم عبر البريد أجرته الحكومة الفيدرالية. وقد شارك في التصويت أكثر من 12 مليون أسترالي (حوالي 79.5% من الناخبين المسجلين)، وأظهرت النتائج أن حوالي 61.6% من المصوّتين أيدوا زواج المثليين.

في أعقاب هذه النتائج، تم تقديم مشروع القانون للبرلمان، حيث أقره مجلس الشيوخ الأسترالي بنسبة 43 صوتًا مقابل 12، ثم مرر عبر مجلس النواب في 7 ديسمبر 2017، لتصبح أستراليا بذلك الدولة رقم 26 عالميًا التي تُشرع زواج المثليين.

دعم فني وثقافي واسع

تصريح هيو جاكمان لم يكن وحيدًا في هذا السياق، بل انضم إليه العديد من الفنانين الأستراليين مثل نيكول كيدمان، كريس هيمسوورث، وكايلي مينوغ، الذين عبّروا جميعهم عن فرحتهم بهذا التطور ووقوفهم إلى جانب حقوق مجتمع الميم.

وكان جاكمان، المعروف عالميًا بدوره في أفلام “X-Men” و”The Greatest Showman”، قد دعم قضايا المساواة منذ سنوات، لكن تصريحه الأخير جاء في لحظة سياسية واجتماعية حاسمة، مما زاد من تأثيره الرمزي.

الأهمية الرمزية لتصريح جاكمان

تصريح جاكمان لقي تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تداوله بشكل كبير واعتبره الكثيرون رسالة دعم قوية من شخصية عامة مؤثرة، خصوصًا في ظل انتشار الخطابات المحافظة والجدل حول تأثيرات تشريع زواج المثليين على المجتمع والأسرة.

ويُعد دعم المشاهير لمثل هذه القضايا عاملاً مهمًا في تغيير الرأي العام، خصوصًا في الدول التي لا يزال فيها النقاش حول حقوق المثليين محتدمًا. فوجود أصوات فنية عالمية مثل جاكمان في صف المساواة يساهم في كسر الحواجز وزيادة الوعي.

أستراليا ومجتمع الميم: تحوّل ثقافي تدريجي

رغم أن أستراليا تُعد من الدول المتقدمة، فإن مسيرتها نحو المساواة لم تكن خالية من العقبات. فقد تم إلغاء تجريم العلاقات الجنسية بين الذكور في الولايات الأسترالية بشكل تدريجي بدءًا من سبعينيات القرن الماضي، واستمر النضال المدني لعقود.

وفي عام 2008، تم إقرار عدد من الإصلاحات القانونية التي منحت الشركاء المثليين بعض الحقوق، لكنهم ظلوا محرومين من الزواج الرسمي. ولهذا كان تصويت 2017 نقطة تحول حاسمة.

تأثير القرار على المجتمع

منذ تمرير القانون، تم تسجيل آلاف حالات الزواج لمثليين ومثليات في جميع أنحاء أستراليا. كما سجلت المؤسسات القانونية والدينية تغييرات تدريجية في مواقفها، حيث أبدت بعض الطوائف الدينية مرونة أكبر تجاه قبول التنوع الجنسي.

من جهة أخرى، أشارت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية إلى أن الاعتراف القانوني بزواج المثليين ساهم في تقليص معدلات التمييز والاكتئاب بين أفراد مجتمع الميم.

فخر واعتزاز من نجم عالمي

تصريح هيو جاكمان يُعد أكثر من مجرد رأي فني؛ فهو شهادة فخر من نجم عالمي ينتمي إلى أستراليا، ويعبّر من خلالها عن التقدم الذي أحرزته بلاده في مجال حقوق الإنسان والمساواة.

هذه الرسائل من شخصيات عامة تعزز ثقافة القبول والتسامح، وتمنح الأمل لملايين الأشخاص حول العالم، خصوصًا في البلدان التي لا يزال فيها التشريع يعاني من فجوات في حماية حقوق أفراد مجتمع الميم.

في نهاية المطاف، لم يكن تصريح جاكمان مجرد كلمات، بل جزءًا من لحظة عالمية تحتفي بالحب والمساواة، وتؤكد أن التغيير ممكن عندما تتضافر الجهود بين المجتمع المدني، والسياسيين، والفنانين.

دعم واسع من نجوم الفن والموسيقى

لم يكن هيو جاكمان الصوت الوحيد في الساحة الفنية الأسترالية الذي أيّد تشريع زواج المثليين، بل انضمت إليه نخبة من أبرز الشخصيات العامة.

فقد عبّرت نيكول كيدمان عن سعادتها بالتقدم الذي أحرزته بلادها، وأكدت أن الحب يستحق الاحترام القانوني أيًا كان شكله.

كما نشر النجم كريس هيمسوورث تغريدة مؤيدة قال فيها: “آن الأوان للاعتراف بحقوق كل فرد في اختيار من يحب”.

أما المغنية الشهيرة كايلي مينوغ، فقد كانت من أشد الداعمين لحملة “نعم” خلال فترة التصويت، وشاركت في حملات توعية واسعة النطاق، معتبرة أن الحب لا يعرف تمييزًا.

هذا التأييد الجماعي من نجوم محبوبين ساهم بشكل ملحوظ في دفع الرأي العام نحو القبول، خاصة بين فئات الشباب، وسلط الضوء على أهمية التضامن الثقافي في معارك الحقوق المدنية.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.