أطياف
ديزني

ديزني تقدم أول شخصية أميرة ذكر بيولوجيًا

خطوة جريئة من قناة ديزني: “ماركو” يصبح “الأميرة توردينا”

في حلقة أثارت جدلًا واسعًا وأشادت بها قطاعات كبيرة من الجمهور، قدَّم مسلسل الرسوم المتحركة الشهير “Star vs. the Forces of Evil” الذي يُعرض على قناة ديزني أول شخصية أميرة من الذكور بيولوجيًا، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في محتوى الرسوم المتحركة الموجّه للجمهور الناشئ.

في الحلقة التي عُرضت في نوفمبر 2017، يظهر ماركو دياز، أحد الأبطال الأساسيين في المسلسل، وهو يُقدّم نفسه بفخر أمام مدرسته على أنه “الأميرة توردينا”، مرتديًا فستانًا ملكيًا وشعرًا مستعارًا طويلًا، وسط تصفيق ودعم من زملائه. هذا التحول المفاجئ في الشخصية قُدم بطريقة احتفالية، مما يفتح الباب واسعًا أمام النقاش حول الجندر، الهوية، والتمثيل في الإعلام الموجّه للأطفال والمراهقين.

ماذا تعني هذه الخطوة لمجتمع الميم؟

في عالم لا يزال مليئًا بالصورة النمطية تجاه الأدوار الجندرية، تُعد هذه الخطوة من ديزني مثالًا على انفتاح متزايد نحو التعدد والتمثيل الشامل. صحيح أن ماركو لم يُقدَّم كشخص ترانس بشكل صريح، لكن الحلقة كانت تلميحًا قويًا نحو قبول التنوّع الجندري ومرونته، واعترافًا بأن الهوية ليست محصورة في ثنائيات الذكر/الأنثى.

العديد من النشطاء في مجال حقوق مجتمع الميم رأوا في هذه الحلقة رسالة رمزية تُشجع الأطفال على التعبير عن ذواتهم دون خوف أو خجل. وقد كتب أحد النشطاء على تويتر: “ديزني تعطي مساحة لأولادنا ليروا أن ارتداء فستان أو تقمّص شخصية أميرة لا ينتقص من رجولتهم، بل يعكس حريتهم في التعبير.”

الجندر في الرسوم المتحركة: من التابو إلى التمثيل

لطالما تجنبت برامج الأطفال مناقشة موضوعات الجندر والهوية الجنسية بشكل مباشر، خوفًا من الجدل أو المعارضة المجتمعية. لكن العقد الأخير شهد تغيرات كبيرة، بدءًا من إدراج شخصيات مثلية في مسلسلات مثل “ستيفن يونيفرس” و”شيرا”، إلى تقديم قصص عن أطفال يُعبّرون عن أنفسهم بطريقة غير تقليدية.

ويُعتبر مسلسل “ستار ضد قوى الشر” من بين أوائل الأعمال الكرتونية التي تجرأت على كسر هذا الحاجز، ليس فقط من خلال مشاهد تحمل دلالات عن المثلية أو الهوية الجندرية، بل من خلال سياق قصصي يُشجع على قبول الاختلاف ويُحتفي بالحرية الشخصية.

ردود الفعل بين الإعجاب والرفض

كما هو متوقع، أثارت هذه الحلقة ردود فعل متباينة. فقد عبّر الكثير من أولياء الأمور عن إعجابهم بالرسالة الإيجابية التي تنقلها الحلقة، معتبرين أنها تُساهم في تربية جيل أكثر انفتاحًا وتسامحًا. في المقابل، عبّر آخرون عن تحفظهم، معتبرين أن مثل هذه الرسائل “غير مناسبة للفئة العمرية”، وهو ما أثار نقاشًا واسعًا حول دور الإعلام في تشكيل وعي الأطفال.

تأثير طويل المدى على الأجيال القادمة

بصرف النظر عن المواقف المتباينة، لا يمكن إنكار التأثير الثقافي لمثل هذه المشاهد. فعندما يرى الطفل شخصية تشبهه أو تُعبّر عن أفكاره وتجاربه، يشعر بالانتماء والأمان. هذه المشاهد قد تُلهم أطفالًا كثيرين للتصالح مع ذواتهم، وتُقلل من الشعور بالذنب أو الخجل المرتبطين بالتعبير عن الذات.

من المهم أن نُدرك أن الأطفال يفهمون العالم من خلال القصص، وأن تمثيل التعدد الجندري والجنساني في هذه القصص يُساهم في بناء مجتمع أكثر شمولًا، تسوده قيم التفهّم، والقبول، والتنوع.

ديزني تُحدث تغييرًا حقيقيًا

من خلال شخصية “توردينا”، تُوجّه ديزني رسالة قوية مفادها أن الهوية ليست حكرًا على قوالب جامدة، وأن التعبير عن الذات حق للجميع. هذه الخطوة ليست فقط جريئة من الناحية الفنية، بل أيضًا مؤثرة من الناحية الثقافية والاجتماعية، لأنها تُعيد تشكيل صورة “البطل” و”الأميرة” في عقول الأجيال الجديدة.

سواء كنت متفقًا أو مختلفًا مع هذه الرسالة، يبقى من الواضح أن الإعلام – وخاصة الإعلام الموجّه للأطفال – بدأ يستجيب لحاجة حقيقية للتمثيل والتنوع، وهي خطوة يُرحّب بها كل من يؤمن بمستقبل أكثر عدالة وشمولًا.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.