أطياف
مثليين

قبلة في The Flash تُشعل تويتر: تمثيل نادر لأبطال خارقين مثليين في عالم DC

مشهد غير مسبوق في مسلسلات الأبطال الخارقين

في الأول من ديسمبر 2017، أثار مشهد تلفزيوني ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، عندما تبادل الممثلان المثليين راسل توفي (Russell Tovey) ووينتوورث ميلر (Wentworth Miller) قبلة في مسلسل “The Flash”، أحد أعمال شبكة The CW ضمن عالم مسلسلات DC.

هذا المشهد لم يكن مجرد لحظة درامية ضمن أحداث المسلسل، بل مثل تحولًا مهمًا في تمثيل العلاقات المثلية في عالم الأبطال الخارقين، حيث أدى توفي دور البطل الخارق “The Ray”، وهو أحد أول الشخصيات المثلية الجنسية التي يتم تقديمها بشكل صريح في هذا النوع من الأعمال.

أهمية الحدث وتمثيل مجتمع الميم في الإعلام

تُعد لحظة ظهور قبلة مثلية بين شخصيتين ببطولة رجال خارقين في مسلسل شهير موجه لعموم الجمهور حدثًا نادرًا ومميزًا. وعلى الرغم من تقدم هوليوود في تمثيل شخصيات من مجتمع الميم خلال العقد الأخير، إلا أن عالم الأبطال الخارقين ظل متأخرًا نسبيًا في هذا المجال.

وقد جاءت هذه الخطوة استجابةً لمطالب جماهيرية بزيادة التنوع والتمثيل العادل لمجتمع الميم في المحتوى الترفيهي، لا سيما في الأعمال الموجهة إلى المراهقين والشباب، والتي غالبًا ما تُغيب شخصيات تمثل الهويات الجنسية غير النمطية.

توفي وميلر: ثنائي واقعي ودرامي

ما زاد من زخم الحدث أن كلًا من توفي وميلر معروفان كممثلَين مثليَّين بشكل علني في حياتهما الشخصية، ما أضفى على المشهد بُعدًا واقعيًا عاطفيًا يتجاوز حدود التمثيل الدرامي.

وكان وينتوورث ميلر قد خرج عن صمته عام 2013 في رسالة مؤثرة أعلن فيها عن مثليته، رافضًا حضور مهرجان سينمائي في روسيا احتجاجًا على سياسات الدولة المعادية للمثليين. أما توفي، فهو ممثل بريطاني معروف بأدواره في مسلسلات مثل “Looking” و”Being Human”، وقد تحدث في أكثر من مناسبة عن أهمية تمثيل الأشخاص المثليين في الإعلام.

ردود الأفعال: احتفاء وتضامن

تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع المشهد بشكل واسع، حيث عبّر الآلاف من المشاهدين عن سعادتهم برؤية مشهد حب مثلي ضمن سلسلة من أكثر المسلسلات شهرة. واعتبر كثيرون أن هذه الخطوة تُسهم في تعزيز ثقافة القبول، وتحدي الصور النمطية حول الأبطال الخارقين الذين يُقدمون دائمًا في قوالب ذكورية تقليدية.

وفي المقابل، لم تخلُ الردود من انتقادات بعض المحافظين أو الأشخاص غير المرحبين بتمثيل التنوع الجنسي في البرامج الترفيهية، ما أعاد فتح النقاش حول حدود حرية التعبير، وتأثير تمثيل الهويات الجندرية والميول الجنسية في وسائل الإعلام.

“The Ray”: بطل خارق بتوجه مختلف

شخصية “The Ray”، التي يجسدها راسل توفي، مستوحاة من القصص المصورة لشركة DC، وقد ظهرت في المسلسل المشترك “Crisis on Earth-X”، الذي جمع شخصيات من مسلسلات “Arrow”، و”The Flash”، و”Supergirl”، و”Legends of Tomorrow”. وتدور الأحداث في واقع بديل تُسيطر فيه قوى نازية، مما يُضفي على الخط الدرامي بُعدًا سياسيًا وحقوقيًا، ويعزز دلالات النضال من أجل التنوع والعدالة.

تمثيل متزايد أم حالة استثنائية؟

رغم التقدم النسبي في السنوات الأخيرة، لا تزال الشخصيات المثلية والغيرية النمطية تعاني من التهميش أو من تقديمها ضمن أطر سطحية في الكثير من الأعمال الترفيهية. وتشير تقارير منظمة GLAAD إلى أن نسبة الشخصيات المثلية في التلفزيون الأميركي لا تزال محدودة مقارنةً بالحضور الواسع للشخصيات المغايرة جنسيًا.

مع ذلك، فإن مشهد القبلة بين “The Ray” و”Captain Cold” يمكن اعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح، خصوصًا في ظل الدعم الكبير من الجمهور ووسائل الإعلام.

أثر ثقافي مستمر للمثليين

في خضم الجدل والاحتفاء، تظل هذه اللحظة التلفزيونية جزءًا من مسار طويل نحو تمثيل أكثر عدالة وشمولًا. وما يميّز هذه الحالة ليس فقط كونها حدثًا دراميًا، بل لأنها تعكس تحوّلًا تدريجيًا في الطريقة التي تُصوَّر بها الهويات الجندرية والجنسية على الشاشات.

كما تبرز أهمية وجود ممثلين من مجتمع الميم في أدوار بطولية، لتقديم قصص أكثر صدقًا، وإلهام الأجيال الجديدة بأبطال يشبهونهم، ويدافعون عن قيم الحب والعدالة والانتماء.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.