أطياف
كوير

تمثيل الكويريين في سينما هوليوود لعام 2019: أرقام صادمة تُكذّب مزاعم “الأجندة”

رغم المزاعم المتكررة بوجود “أجندة كويرية” في صناعة الترفيه العالمية، فإن تقريرًا جديدًا صادرًا عن منظمة GLAAD للعام 2020 يقدّم حقائق دامغة تُفنّد هذه الادعاءات، ويكشف حجم الغياب الحاد للشخصيات الكويرية، ولا سيما العابرة جندريًا، في أفلام هوليوود الصادرة عن الاستوديوهات الكبرى خلال عام 2019.


غياب شبه كامل للتمثيل الترانس في أفلام هوليوود

أبرز ما كشفه التقرير هو أن عدد الشخصيات الترانس في 118 فيلمًا رئيسيًا هو صفر. هذا الرقم لم يتغير منذ ثلاث سنوات متتالية، ما يدل على استمرار استبعاد هذه الفئة بشكل منهجي من الروايات السينمائية. ويأتي هذا على الرغم من التقدم الملحوظ في التلفزيون، حيث شهدنا شخصيات عابرة في مسلسلات مثل Pose وSupergirl.

حتى عندما شارك ممثلون ترانس أو غير ثنائيين في أفلام شهيرة مثل Spider-Man: Far From Home أو John Wick 3، فإن هويتهم الجندرية لم تُذكر أو تُعترف بها ضمن سياق القصة.


الشخصيات الكويرية الأخرى: ظهور ثانوي ومحدود

بلغ عدد الأفلام التي تضمنت شخصيات كويرية 22 فيلمًا فقط من أصل 118، ومع ذلك فإن أكثر من 56% من هذه الشخصيات ظهرت على الشاشة لمدة تقل عن 3 دقائق. والأدهى أن 21 شخصية منها لم تظهر سوى لأقل من دقيقة واحدة، وكثير منها لم يُمنح حتى اسمًا.

أفلام مثل Avengers: Endgame وToy Story 4 اكتفت بمشاهد عابرة، بالكاد يمكن تمييز الشخصيات الكويرية فيها، فيما قدّمت أعمال مثل Rocketman وBooksmart شخصيات مثلية رئيسية بوضوح، وهو الاستثناء لا القاعدة.


غياب تمثيل التنوع العرقي والجندري

يواصل التقرير تسليط الضوء على افتقار التمثيل الكويري في هوليوود للتنوع العرقي والجندري:

  • 34% فقط من الشخصيات الكويرية كانت من أصول غير بيضاء، انخفاضًا من 42% عام 2018 و57% عام 2017.
  • لم يُرصد سوى شخص واحد كويري لديه إعاقة (في فيلم Five Feet Apart)، وانتهى به المطاف ميتًا.
  • لم تُرصد أي شخصية مزدوجة الميل الجنسي (بايسكشوال) من الذكور، رغم أن هذه الفئة تُشكّل النسبة الأكبر داخل مجتمع الميم بحسب GLAAD.
  • شخصيات الإناث مزدوجات الميل الجنسي ظهرت بثلاثة أفلام فقط، لكن هذه المرة دون الوقوع في فخ “الازدواجية النفعية” التي تُقدّم العلاقة المثلية كأداة للحصول على غرض ما.

أفلام الرسوم المتحركة: إشارات رمزية فقط

سجل التقرير ظهورًا رمزيًا فقط لشخصيات كويرية في أفلام الأطفال والرسوم المتحركة، مثل مشهد Toy Story 4 الذي يظهر فيه والدان مثليان لثوانٍ معدودة، ومشهد مشابه في Wonder Park. ومع ذلك، فإن هذه اللمحات ما تزال محدودة جدًا مقارنة بالتطور الذي تشهده مسلسلات الأطفال على التلفزيون مثل Steven Universe وShe-Ra.


مزاعم “الأجندة الكويرية” أمام الحقائق

يتضح من هذا التقرير أن مزاعم انتشار “الأجندة الكويرية” في هوليوود لا تستند إلى أي واقع ملموس. بل على العكس، فإن التمثيل الكويري لا يزال محدودًا، هامشيًا، وغالبًا ما يكون خفيًا أو غير مرئي.

تؤكد GLAAD في تقريرها أن:
“هناك فجوة ضخمة بين الشخصيات الرمزية العابرة والقصص الكاملة الغنية بالهوية والتعقيد. الجماهير الكويرية مستعدة وتواقة لمشاهدة قصص تعكس حياتها، وعلى هوليوود أن تستغل هذا الحماس وتلبي النداء”.


توصيات GLAAD لصناعة أكثر شمولًا

قدّمت المنظمة عدة توصيات لصنّاع السينما:

  • تضمين شخصيات كويرية ذات قصص واضحة وأدوار رئيسية.
  • زيادة التنوع العرقي والجندري في الشخصيات الكويرية.
  • الكف عن تقديم الشخصيات الكويرية بوصفها مجرد زينة رمزية.
  • الاستفادة من المبادرات مثل TRANSform Hollywood لإنتاج بيئات تصوير أكثر شمولًا للعابرين جندريًا.

نحو سينما تعكس الواقع وتحتضن الجميع

بعيدًا عن الجدل المفتعل حول “الأجندة”، يظهر بوضوح أن مجتمع الميم/عين ما يزال مهمّشًا في السينما العالمية، رغم أنه جزء أصيل من النسيج الاجتماعي والثقافي حول العالم.

دعوة GLAAD اليوم ليست دعوة للهيمنة، بل لإدراج أصوات تم تهميشها طويلًا، من أجل عدالة تمثيلية تُعيد تعريف القصص التي نرويها، وتمنح الجميع الحق في أن يرى نفسه على الشاشة.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.