أطياف

7 أسباب وراء رهاب المثلية وكراهية المثليين

يمكن تعريف كراهية المثليين أو رهاب المثلية أو الهوموفوبيا Homophobia في كونها مشاعر الرفض والنفور والخوف من المثليين دون وجود سبب منطقي.

تتمثل كراهية المثليين في تبني مواقف سلبية أو التصريح بعبارت سلبية والتمييز والاعتداءات اللفظية والجسدية تجاه المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي وتجاه أي فرد ينجذب إلى نفس جنسه.

أسباب كراهية المثليين معقدة ومتنوعة ومتداخلة. غالبًا ما تكون دوافعها مزيجًا من التأثيرات الثقافية والنفسية والاجتماعية والدينية والسياسية. فيما يلي تفصيل لبعض الدوافع والعوامل الرئيسية وراء كراهية المثليين:

الثقافة المجتمعية السائدة ورهاب المثلية

التوافق مع العادات والتقاليد: الثقافة المجتمعية والعادات والتقاليد عند كل مجتمع بترسخ أفكار إن لازم كل فرد يكون بينجذب للجنس الآخر و”الطبيعي” إن الشخص يكون مغاير وتصرفاته وملابسه وهيئته يكون له شكل معين يعكس جنسه اللي اتولد به زي الذكورة والأنوثة. نسبة الأفكار وترسخها بتختلف بين كل مجتمع وآخر ولكنها موجودة عند كل المجتمعات وبالتالي أي خروج عن المألوف أو ما يعتقده غالبية المجتمع بأنه “طبيعي”، يكون التعامل معه على إنه “انحراف” أو “خطأ” بيهدد المجتمع.

الخوف من المجهول: غالبًا ما يخشى الناس ما لا يفهمونه. إذا لم يتعرّف شخص ما على أفراد أو قصص المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم، فقد يحمل أحكامًا مسبقة مبنية على معلومات خاطئة وتصورات نمطية شائعة.

المعتقدات الدينية ورهاب المثلية

بعض تفسيرات النصوص الدينية الشائعة وخاصة في الأديان الإبراهيمية (المسيحية، والإسلام، واليهودية) تعتبر العلاقات المثلية خطيئة.

يمكن أن تكون هذه المعتقدات راسخة بعمق ومنتشرة في المجتمعات أكثر من التفسيرات التي تُظهر تسامح الأديان الإبراهيمية مع المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم.

المثلية حلال في الإسلام

ويلعب تبني المؤسسات الدينية والسياسية والمجتمعية الرسمية والكبرى التفسيرات التي تعتبر العلاقات المثلية “خطيئة” دورًا أساسيًا في دفعها وترسيخها في المجتمع ومنع أي تفسيرات أخرى متسامحة من الظهور أو مجرد التواجد للحفاظ على نمط معين واعتباره الطبيعي والأساسي أو “الفطري”.

وتُستخدم التفسيرات الكارهة للمثليين في تبرير التمييز والكراهية والعنف ضد المثليين، حتى لو لم يفسرها جميع الأتباع بهذه الطريقة.

الهلع الأخلاقي: في بعض الأوساط الدينية، يُنظر إلى كون الشخص من المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم على أنه علامة على “الانحلال الأخلاقي”، مما يُولّد الخوف والكراهية والعنف ضد المثليين وعند المثليين أنفسهم ويشجع العنف المجتمعي والرسمي ضد أي تصرف يعكس الميول الجنسية المثلية حتى ولم يكن كذلك.

انعدام الأمن النفسي ورهاب المثلية

المخاوف المُستبطنة: قد يتبنى بعض الأشخاص كراهية المثليين في العلن أو أمام الآخرين كوسيلة لإبعاد الشكوك عنهم لقمع أو إنكار انجذابهم الجنسي إلى نفس جنسهم وكونهم مثليين أو مزدوجي التوجه الجنسي.

تهديد الهوية: بالنسبة للبعض، تُشكّل هويات المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم تحديًا لرؤيتهم للعالم، خاصةً إذا كانت هويتهم مبنية على الأدوار الجندرية التقليدية أو المعتقدات الدينية.

السلطة السياسية والسيطرة ورهاب المثلية

إلقاء اللوم على الآخرين: لطالما استُخدم المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم ككبش فداء خلال فترات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. قد يُؤجج السياسيين والجهات الحكومية كراهية المثليين أو يستهدفوا الأشخاص على أساس هويتهم الجنسية لحشد الدعم المجتمعي أو صرف انتباه المجتمع عن قضايا أخرى أساسية ومؤثرة في الحياة.

السيطرة على الأعراف الاجتماعية: قد يكون التحكم في السلوك والهوية الجنسية وسيلةً للحكومات أو المؤسسات للحفاظ على السلطة والسيطرة على المواطنين ومنعهم من التصرف بحرية حسب هويتهم وإجبارهم على التصرف حسب الأعراف المجتمعية السائدة أو التي توافق عليها السلطة وتعترف بها.

الرجولة والنظام الأبوي تغذي رهاب المثلية

في الأنظمة الأبوية، غالبًا ما تُعرّف الرجولة تعريفًا صارمًا. ويُنظر إلى المثلية الجنسية وخاصة عند الرجال، أو حتى عدم اتباع بعض الرجال للأدوار الجندرية التقليدية والتصرف حسب المنظور المجتمعي السائد الخاص بالرجولة، على أنها تهديد للنظام المقدس للرجولة وسطوة وسيطرة الرجال على المجتمع، مما يدفعهم إلى قمع أي خروج عن هذا النظام للحفاظ على السيطرة بعنف شديد.

الرجولة السامة: تغذي بعض مظاهر الرجولة نفسها من كراهية المثليين والتوجهات الجنسية والتعبيرات الجندرية المختلفة لتعزيز الهيمنة والعدوانية والكبت العاطفي واكتساب رصيد نفسي ومجتمعي من إهانة الآخر والتحقير منه وخاصة الرجال المثليين والرجال الذين يتصرفون بشكل غير نمطي أو “أنثوي”.

السياق التاريخي عزز رهاب المثلية

الاستعمار: في أجزاء كثيرة من العالم، انتشرت كراهية المثليين في الواقع من خلال الاستعمار. فرضت القوى الاستعمارية الأوروبية قوانين وقيمًا تجرم العلاقات المثلية على المجتمعات والدول المستعمرة، والتي كان لدى العديد منها فهم أكثر مرونة للجندر والجنسانية أو على الأقل عدم تجريم قانوني قبل الاستعمار مثلما حدث مع تونس والمغرب وعشرات الدول.

الطب: في القرنين التاسع عشر والعشرين، صُنفت المثلية الجنسية كمرض – أي أنها تُعامل كمرض عقلي ونفسي وذلك نتيجة أن الطب النفسي في نشأته كان متأثرًا بالآراء المجتمعية والدينية السائدة أكثر من تبنيه منهجيات علمية. ولا يزال هذا التاريخ مؤثرًا حتى اليوم ويعتبر المغذي الرئيسي للآراء المنتشرة والتي ترى أن المثلية الجنسية مرض أو سببها خلل جسدي وهرموني أو نفسي في حين أن المؤسسات الطبية والعلمية تؤكد على أن المثلية الجنسية ميول جنسية طبيعية موجودة عند كل الكائنات الحية وأن تصنيفها قديمًا على أنها مرض نابع من كره المثليين وكان بمثابة خطأ وجريمة طبية كبرى نتج عنها انتهاكات عديدة لا تزال مستمرة حتى اليوم ضد المثليين في العالم كله وخاصة في الدول التجرم المثليين مثل انتشار خرافة “علاج المثلية”.

هل المثلية مرض؟

التوارث المجتمعي للكراهية يحافظ على رهاب المثلية

غالبًا ما يمتص الناس وجهات النظر ومشاعر كراهية المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم من العائلة والزملاء والأصدقاء أو من وسائل الإعلام أو المؤسسات، ويكررونها دون فحص جذورها ومراجعتها والتأكد منها.

ضغط الأقران: خاصةً بين الشباب، يُمكن أن يكون السخرية من المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم وسيلةً للتأقلم والاندماج أو تجنب التنمر من الأصدقاء والزملاء والمعارف.

رغم تعدد أسباب كراهية المثليين إلا أنها تشكل خطرًا كبيرًا لما لها من تأثير على الصحة النفسية والجسدية للمثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم في كل مكان.

لذا من المهم أن يعي أفراد المجتمع خطورة الكلمات والتصرفات التي تبث الكراهية ضد المثليين، لأنها قد تؤثر على صديق أو قريب أو زميل لا نعلم أنه مثلي أو مزودج التوجه الجنسي أو ينجذب لنفس جنسه.

كما من المهم أن يعتني المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والأفراد الذين ينجذبون عاطفيًا ونفسيًا وجنسيًا إلى نفس جنسهم بصحتهم النفسية ويحاولوا تجنب التعرض للكراهية الفعلية والرقمية خاصةً إن كانت تؤثر على صحتهم بشكل سلبي ومتفاقم.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.