حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم هي حقوق الإنسان والحريات الشخصية والحماية القانونية للأشخاص الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم مثليين، أو مثليات، أو مزدوجي التوجه الجنسي (بايسكشوال)، أو ترانس، أو كويريين، أو لاجنسيين، وغيرهم ممن تقع هويتهم الجنسية خارج المغايرة الجنسية والثنائية الجندرية (رجل وامرأة).
تشمل حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم إلغاء تجريم المثليين والترانس وأفراد مجتمعات الميم، وحرية العيش بانفتاح، وحرية التعبير عن هويتهم، والحرية في الحب واختيار الشريك، والحق في الرعاية الصحية، والحق في التعليم، والحق في العمل، والحماية من العنف والكراهية والتمييز والرفض، والتمتع بالمساواة في المعاملة أمام القانون مع الآخرين.
متى بدأت حركة حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم؟
على الرغم من وجود المثليين والترانس ومجتمعات الميم عبر التاريخ والأزمان وفي كل البلدان والثقافات المختلفة، إلا أن حركة حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم الحديثة اكتسبت زخمًا في القرن العشرين.
تعتبر حركة حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم جزء لا يتجزأ من حركة حقوق الإنسان بمفهومها الشامل والواسع، حيث أن الدفاع عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم كان ضمن ركيزة العمل والدفاع من أجل حقوق الإنسان عامة ورفع الظلم والاضطهاد والقهر عن الناس المهمشين الذين يواجهون الحبس والتنكيل والتعذيب والقتل بسبب ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية أو هويتهم الجنسية.
تاريخيًا، تقاطعت جهود الدفاع عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم جهود الدفاع عن الأقليات العرقية، والمساواة بين الرجل والمرأة، وحقوق العمال، وحقوق الطلاب، والحقوق السياسية، وحرية التعبير عن الرأي.
على سبيل المثال، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، غالبًا ما وقف نشطاء مثليين وترانس ومن مجتمعات الميم في الولايات المتحدة والعالم إلى جانب حركات الحقوق المدنية والنسوية، كما وقف نشطاء مع العمال في المملكة المتحدة، ووقف نشطاء مع مرضى الإيدز في كل العالم، مُدركين أن المساواة والحقوق لابد أن تتحقق للجميع وبالجميع.
عالميًا، ازداد الدفاع عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم من خلال بناء التحالفات مع المدافعين عن حقوق الإنسان، وخاصةً في المناطق التي يؤثر فيها عنف الدولة على العديد من الفئات المهمشة والمظلومة.
عززت الأمم المتحدة رسميًا الاعتراف بحقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم ضمن حقوق الإنسان في أوائل القرن الحادي والعشرين، من خلال العديد من البيانات والتقارير التي تؤكد أن التوجه الجنسي والهوية الجندرية والهوية الجنسية للفرد محميان بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.
يؤكد الترابط والتكامل بين حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم وحقوق الإنسان على حقيقة أن الدفاع عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم ليس منفصلاً عن النضال العالمي من أجل الكرامة والعدالة والحرية والمساواة والسلامة للجميع، بل هو جزء لا يتجزأ عنه.
لماذا تُعدّ حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم مهمة؟
حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم هي حقوق إنسانية. حرمان شخص ما من المساواة في الحقوق مع الآخرين بناءً على هويته أو من يحبّه يُعدّ انتهاكًا لكرامته وحريته وإنسانيته.
ضمان هذه الحقوق يعني بناء مجتمعات تعددية حيث يمكن للجميع العيش بأمان، والسعي وراء الفرص، والمساهمة في مجتمعاتهم بعملهم وعلمهم وإبداعهم وخدماتهم ومساهمتهم دون خوف من التجريم والعنف والكراهية أو الرفض أو التمييز.
هل تُضرّ حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم بالمجتمع الأكبر؟
لا. هذه خرافة شائعة. لا تُضرّ حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم بالمجتمع، بل تُقوّيه.
المجتمعات التعددية المتنوعة التي تحرص على التنوع في العمل والعلم والإبداع والخدمات والمساهمات البشرية والإنسانية تكون أكثر صحةً وابتكارًا وسلامًا وتطورًا.
تُظهر الدراسات أن البلدان التي تُوفّر حمايةً أقوى للأفراد المثليين والترانس ومجتمعات الميم غالبًا ما تُحقق نتائج أفضل في الصحة النفسية، واقتصاداتٍ أقوى، ومستوياتٍ أعلى من الثقة الاجتماعية، وسيادة القانون، والرفاه المجتمعي والفني والثقافي والإبداعي.
كيف الآثار المترتبة عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم؟
الآثار المترتبة عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم تكون إيجابية بشكل كبير. عندما يتمّ الاعتراف بالأفراد المثليين والترانس ومجتمعات الميم وحمايتهم:
- تتحسن الصحة النفسية والرفاه الصحي.
- تُصبح الأسر والمجتمعات أكثر انفتاحًا ودعمًا وتقبلاً للاختلاف والتنوع.
- ينخفض معدل ثقافات وممارسات الرفض والتمييز والكراهية والعنف.
- يُصبح المجتمع المدني أقوى وأكثر عدلًا ويحظى كل الناس بحقوقهم وحريتهم دون تهميش أو ظلم أو قهر.
خرافات ومفاهيم خاطئة شائعة عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم
- “حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم تضر قيم وعادات وتقاليد المجتمع.”
احترام حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم لا يضر بالمجتمع، بل يعززه من خلال تعزيز العدالة، والحد من العنف، وتعزيز الصحة النفسية.
المجتمعات التي تحترم حقوق الإنسان للجميع تميل إلى أن تكون أكثر استقرارًا وصحة وازدهارًا وتطورًا وأمنًا وسلامة.
- تركز حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم على منح امتيازات ومعاملة خاصة لأفرادها.
حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم هي حقوق متساوية، ولا تطالب بأي معاملة خاصة. وتهدف إلى ضمان حصول أفراد المثليين والترانس ومجتمعات الميم على نفس الحماية والحريات والفرص المتاحة للجميع، مثل الحق في عدم التجريم القانوني والملاحقة الأمنية، الأمان، والحرية، والعائلة، والعمل، والتعليم، والرعاية الصحية، والتعبير الفني والثقافي.
- “حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم تخطط إلى تغيير الهوية الجنسية للناس من خلال الإعلام أو الفن أو التعليم.”
التعرّض إلى هويات متنوعة في الإعلام أو التعليم لا يجعل الشخص من المثليين والترانس ومجتمعات الميم. بل يساعد الناس على الشعور بأنهم مرئيون ومفهومون ومقبولون. إن التعرّف على مواضيع المثليين والترانس ومجتمعات الميم يعزز الاندماج، لا التجنيد.
- “حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم ظاهرة غربية حديثة.”
وجد أفراد المثليين والترانس ومجتمعات الميم وهوياتهم في جميع الثقافات وعصور التاريخ. قبل الاستعمار الأوروبي، اعترفت العديد من المجتمعات بالهويات الجندرية غير الثنائية والعلاقات المثلية. ربما اكتسبت حركة حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم الحديثة حضورًا بارزًا في الغرب بسبب الحضور الإعلامي الكبير للدول الغربية، إلا أن هويات ونضالات المثليين والترانس ومجتمعات الميم عالمية وموجودة منذ الحضارات القديمة.
- “حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم تتعارض مع القيم الدينية أو الثقافية للمجتمع.”
تختلف التفسيرات الدينية والثقافية اختلافًا كبيرًا. يدعم العديد من القادة الدينيين والمجتمعات حول العالم حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم.
حقوق الإنسان عالمية، ويستحق الجميع الكرامة والأمان، بغض النظر عن معتقداتهم الشخصية أو الدينية أو خلفياتهم الثقافية.
تؤكد مؤسسات الصحة وعلم النفس العالمية الكبرى – بما في ذلك منظمة الصحة العالمية – أن كون الشخص من المثليين والترانس ومجتمعات الميم ليس اضطرابًا. هذه الآراء الضارة مبنية على الوصمة والمعلومات المضللة، وليس على أساس علمي.
- “الحديث عن المثليين والترانس ومجتمعات الميم غير لائق أو مُسيء.”
يؤدي الصمت إلى الجهل والوصم والأذى. الحوار الصريح المحترم أساسي للتعليم والتعاطف. قضايا المثليين والترانس ومجتمعات الميم قضايا إنسانية، والحديث عنها يُسهم في خلق مساحات أكثر أمانًا وشمولًا للجميع.
- “اضطهادٌ المثليين والترانس ومجتمعات الميم غير موجود وقد انتهى.”
في أنحاءٍ كثيرة من العالم، وفي أكثر من 65 دولة، لا يزال المثليين والترانس ومجتمعات الميم يواجه التجريم القانوني والملاحقة الأمنية والسجن، والعنف والكراهية والتمييز والوصم والرفض، بل وحتى القتل.
حتى في الدول الأكثر تحسنًا أو التي لا تجرم المثليين والترانس ومجتمعات الميم، لا تزال التفاوتات القانونية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية قائمة. وتستمر هذه الحركة لأن هذا الظلم لا يزال قائمًا.
هل حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم عالمية؟
نعم. وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، لكل شخص الحق في العيش دون تمييز أو عنف أو اضطهاد.
ومع ذلك، يختلف مستوى الاعتراف والحماية القانونية والمجتمعية من بلد إلى آخر أو من ثقافة إلى أخرى.
في بعض المناطق، يعيش الأفراد المثليين والترانس ومجتمعات الميم بحرية ويتمتعون بحماية قانونية. وفي مناطق أخرى، يواجهون التجريم القانوني والرفض المجتمعي والتمييز والكراهية والتهميش والعنف بأشكال مختلفة ومتعددة.
كيف تختلف حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم عبر الثقافات؟
تؤثر العوامل الثقافية والدينية والسياسية على كيفية فهم هويات المثليين والترانس ومجتمعات الميم ومعاملتها.
في بعض المجتمعات، لطالما تم قبول الحب بين الأفراد من نفس الجنس أو الهويات الجندرية المتنوعة، بل والاحتفاء بها.
بينما في مجتمعات أخرى، ساهم التاريخ الاستعماري الأوروبي أو النظم القانونية أو التفسيرات الدينية الرجعية في رفض ووصم وكراهية وتعنيف المثليين والترانس ومجتمعات الميم.
غالبًا ما يتعين على النشاط المثليين والترانس ومن مجتمعات الميم في هذه السياقات والبلدان مواجهة مخاطر وتحديات فريدة وعالية تؤثر على سلامتهم الجسدية بجانب السلامة النفسية والعاطفية.
كيف ندعم حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم وحقوق الإنسان؟
- اقرأ واستمع واعرف أكثر عن حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم.
- تحدّى الخرافات والصور النمطية الضارة التي تحاوط المثليين والترانس ومجتمعات الميم عندما تسمعها، دون أن تتعرض سلامتك الجسدية والشخصية للخطر.
- ادعم الثقافات والآراء التي تدعم التنوع والحقوق والحريات في مكان عملك أو مدرستك أو بيتك ومع أصدقائك ومجتمعك.
- واجه خطاب الكراهية والعنف والتنمر والتمييز والرفض، دون أن تتعرض سلامتك الجسدية والشخصية للخطر.
- كن حليفًا للأفراد المثليين والترانس ومجتمعات الميم، فدعمك مهم.
الخلاصة حول حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم
لا تقتصر حقوق المثليين والترانس ومجتمعات الميم على معاملة خاصة، بل على المساواة في المعاملة والحقوق.
مما يعني تعني السماح لكل شخص بالعيش بحرية، والحب بحرية، والتمتع بالأمن والسلامة والحقوق والخدمات. سواء كنت جزءًا من المثليين والترانس ومجتمعات الميم أو حليفًا لهم، يعد فهم أهمية هذه الحقوق خطوة نحو عالم أكثر عدلًا وتعاطفًا وتطورًا.