أطياف
علاج المثلية

مئات القيادات الدينية يطالبون بوقف خرافة علاج المثلية وحظرها قانونا

انطلق تحالف ديني عالمي يهدف لإنهاء العنف والتمييز ضد أفراد مجتمع الميم وحظر علاج المثلية الكاذب تحت اسم Global Interfaith Commission on LGBT+ Lives.

انضم مئات الزعماء الدينيين إلى الجهود المبذولة للضغط من أجل حظر عالمي على خرافة “علاج” المثلية و”اضطراب” الهوية الجندرية، وهي علاجات تدّعي قدرتها على تغيير التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية للشخص.

وقّع أكثر من 370 شخصية من الديانات الرئيسية في العالم على الإعلان، الذي يدعو أيضًا إلى إنهاء العنف ضد أفراد مجتمع الميم، كما يدعو إلى تجريمه قانونًا، وفقًا لبيان صحفي نُشر يوم الأربعاء (16) ديسمبر.

يُصادف هذا الإعلان انطلاق اللجنة العالمية المشتركة بين الأديان المعنية بحياة أفراد مجتمع الميم، بدعم من شخصيات بارزة من 35 دولة، من بينها رئيس الأساقفة ديزموند توتو، والحاخام الأكبر السابق لإيرلندا ديفيد روزن، والرئيسة الأيرلندية السابقة ماري ماكاليس.

تعتمد ما يُسمى بـ “العلاج التحويلي” أو خرافة “علاج” المثلية و”اضطراب” الهوية الجندرية، والمعروفة أيضًا باسم العلاج التصحيحي، على افتراض إمكانية تغيير التوجه الجنسي أو “علاجه” – وهي فكرة دحضتها الجمعيات الطبية الكبرى على مستوى العالم.

ومع ذلك، لا تزال هذه العلاجات قانونية في أغلب دول العالم، حيث الدول التي تجرمها قليل.

وقال القيادي الإسلامي ديلوار حسين في الإعلان: “نطالب كافة دول وشعوب العالم بوقف تجريم الأفراد على أساس ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية أو هويتهم الجنسية”.

وأضاف القيادي الإسلامي: “كما نطالب بإنهاء وإدانة كل أشكال العنف التي تطال الأفراد على أساس هويتهم الجنسية وأن تُحقق العدالة”.

وقالت جاين أوزان، مديرة اللجنة العالمية المشتركة بين الأديان المعنية بحياة أفراد مجتمع الميم، إن الإعلان يُعدّ حدثًا بارزًا.

وقالت أوزان لشبكة CNN: “لم يسبق لنا أن حصلنا على بيان قوي وواضح وداعم بهذا القدر من القادة في الأديان المختلفة”.

ودعت السياسيين إلى التحرك العاجل من أجل حظر العلاج التحويلي أو خرافة “علاج المثلية.

وقالت: “لا أعتقد أن أي حكومة يمكنها أن تصم آذانها عن صرخات الضحايا”، مضيفةً أن الناس ما زالوا يعانون من الصدمة النفسية بينما يماطل السياسيون.

وقالت أوزان: “نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة”.

كما نشر نشطاء مقطع فيديو للإعلان، يظهر فيه كبار القادة الدينيين مثل القس بول بايز، أسقف ليفربول.

قال القس بول بايز في البيان الصحفي: “لطالما أُسيء استخدام التعاليم الدينية – ولا تزال تُساء استخدامها – لتسبب ألمًا عميقًا وإساءةً للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والترانس الكويريين وبينيي الجنس”.

وأضاف أن اللجنة “تهدف إلى توفير صوت قوي ورسمي بين أولئك الذين يرغبون في تأكيد قدسية الحياة وكرامة الجميع”.

يطلب الإعلان الصفح عن الأذى الذي ألحقته بعض التعاليم الدينية بأفراد مجتمع الميم، ويدعو الجميع إلى “الاحتفال بالشمولية والهبة الاستثنائية للتنوع البشري”.

كانت القس مفو توتو فان فورث، ابنة رئيس الأساقفة ديزموند توتو وزوجته ليا، من بين المتحدثين في مؤتمر يوم الأربعاء.

وقالت في البيان الصحفي: “هناك العديد من أفراد مجتمع الميم الذين يعانون من الأذى النفسي والعنف الجسدي حتى الموت في دول حول العالم. ولهذا السبب، نوحد جهودنا كقادة دينيين لنقول إننا جميعًا أبناء الله المحبوبون”.

الدول التي تجرم خرافة علاج المثلية أو العلاج التحويلي

مالطا – دولة جزرية صغيرة في البحر الأبيض المتوسط، يبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلاً عن 400 ألف نسمة – حققت إنجازًا تاريخيًا بفرضها حظرًا وطنيًا على خرافة “علاج” المثلية في عام 2016.

وفي مايو، وافق البرلمان الألماني على حظر خرافة “علاج” المثلية على القاصرين، والبالغين الذين أُجبروا أو هُددوا أو خُدعوا للخضوع لهذا العلاج المؤذي والمضر للصحة النفسية.

مطالبات حقوقية دولية بوقف خرافة علاج المثلية بوصفها ضمن ممارسات التعذيب

ومع ذلك، في أبريل، أفاد المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب (IRCT) ومجموعة خبراء الطب الشرعي المستقلين (IFEG) بأن خرافة “علاج” المثلية أو العلاج التحولي لا يزال يستخدم في أكثر من 69 دولة.

ودعت المنظمتان إلى حظر عالمي لهذه الممارسة الخطيرة، التي تُصنّفها كشكل من أشكال التعذيب.

وفي يونيو، دعا خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بالتوجه الجنسي والهوية الجنسية، فيكتور مادريجال بورلوز، إلى حظر عالمي لهذه الممارسة المضرة.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.