في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن مجلس مدينة وانتسوت (Łańcut) في جنوب شرق بولندا إلغاء آخر منطقة من المناطق التي أعلنت نفسها “خالية من مجتمعات الميم” في البلاد، منهيًا بذلك فصلاً مظلمًا استمر ست سنوات من السياسات المحلية المعادية لمجتمعات الميم والتي كانت قد انتشرت في أنحاء بولندا منذ عام 2019.
في ظل حكم حزب القانون والعدالة (PiS) اليميني المحافظ، أقدمت نحو 100 بلدية ومحافظة بولندية على تبنّي قرارات رمزية أو قانونية تعلن رفضها لما سُمي بـ”أيديولوجيا مجتمعات الميم”، ووُصفت هذه المناطق بأنها “خالية من مجتمعات الميم”.
وعلى الرغم من أن هذه التصنيفات لم تكن دائمًا قابلة للتنفيذ من الناحية القانونية، فإنها خلقت مناخًا من العداء والتهميش للأشخاص الكويريين في البلاد، وأدت إلى تخويف الكثير منهم، خصوصًا في المناطق الريفية.
ردّ الاتحاد الأوروبي على هذه السياسات كان حازمًا، حيث جمّد تمويلات تنموية بقيمة مليارات اليوروهات لتلك المناطق، واعتبر أن هذه القرارات تنتهك القيم الأساسية للاتحاد مثل المساواة وعدم التمييز.
كما قضت المحاكم البولندية، وعلى رأسها المحكمة الإدارية العليا، بأن هذه القرارات غير دستورية وتمثل انتهاكًا مباشرًا لـ الكرامة، والاحترام، والحياة الخاصة لأفراد مجتمعات الميم، مؤكدين أن الدولة ملزمة بحمايتهم مثل كافة المواطنين.
جاء قرار مجلس مدينة وانتسوت بإلغاء اللائحة بعد سنوات من الضغط الشعبي، والتوعية الحقوقية، والانكشاف الدولي للسياسات التمييزية.