أثار فيديو جرى تداوله على نطاق واسع عبر منصتي تويتر ويوتيوب في الأردن موجة من التحريض والكراهية ضد المثليين، وذلك بعدما ظهر في المقطع فتاتان تتبادلان القبل وتحتفلان بحبهما، بحسب ما بدا في التسجيل. لم يتم التحقق من مصدر الفيديو أو تاريخ تصويره بدقة، لكن انتشاره السريع دفع بالكثيرين إلى التفاعل معه على نحو خطير، حيث امتلأت التعليقات بخطابات كراهية وتحريض على العنف.
خطاب كراهية وتهديدات علنية ضد المثليين
غصّت التعليقات على الفيديو بدعوات علنية إلى تعقب الفتاتين و”تأديبهما”، ووصل بعضها إلى المطالبة المباشرة بسجنهما أو محاكمتهما. كما تعالت أصوات تدعو السلطات الأردنية إلى التدخل الأمني فورًا، رغم أن لا جهة رسمية في الدولة قد علّقت على الحادثة حتى وقت كتابة هذا التقرير.
تعكس هذه الحملة حجم العنف المجتمعي المتزايد ضد أفراد مجتمع الميم/عين في الأردن، خاصةً النساء المثليات والمتحولات، في ظل غياب أي شكل من أشكال الحماية القانونية أو حتى الاعتراف الرسمي بحقوقهم.
مخاوف على السلامة الجسدية والنفسية
ينبّه نشطاء حقوق الإنسان إلى أن تداول الفيديو بشكل تشهيري علني، يعرض الفتاتين لخطر حقيقي على أمنهما الشخصي، ويؤدي إلى آثار نفسية مدمّرة في ظل بيئة ثقافية واجتماعية تعادي الاختلاف الجندري والجنسي بشكل منهجي.
كما أشار البعض إلى خطورة أن يؤدي مثل هذا المحتوى المتداول إلى تفاقم معدلات العنف المنزلي والانتحار في صفوف الشباب الكويري، خاصةً في المجتمعات التي تعتبر العلاقات بين أشخاص من نفس الجنس “عارًا”.
مسؤولية تويتر ويوتيوب في تفشي خطاب الكراهية
تعيد هذه الواقعة تسليط الضوء على تهاون منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا تويتر ويوتيوب، في التعامل مع المحتوى الذي يتضمن خطاب كراهية ضد المثليين، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ورغم أن هذه المنصات تضع قواعد صارمة في شروط الاستخدام ضد التحريض على العنف والكراهية، إلا أن تطبيقها يبدو انتقائيًا ومتساهلًا عندما يتعلق الأمر بالمجتمع الكويري في هذه المنطقة. ويطالب المدافعون عن الحقوق الرقمية بمزيد من الرقابة الجدية على التعليقات والمنشورات التي تُهدد سلامة الأفراد.
الحاجة إلى حماية قانونية فورية
تؤكد هذه الحادثة الحاجة الملحّة لتطوير تشريعات تحمي الخصوصية الرقمية، وتجرّم نشر المواد التي تُستخدم للتشهير والتحريض ضد الأفراد على أساس ميولهم أو هوياتهم الجندرية. كما تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى ضمان عدم تعرض أي شخص للعقاب لمجرد تعبيره عن حبه أو هويته.