جاء على لسان مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في برنامج “مصر أرض الأنبياء” المُذاع عبر بعض القنوات التلفزيونية المصرية خلال شهر رمضان، أنه التقى بـ 30 ممثلاً عن أديان مختلفة موجودة حول العالم في مؤتمر أقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل حول وثيقة الأمم المتحدة التي تعرف حقوق المثليين ضمن حقوق الإنسان العامة، وقال جمعة أن الثلاثين ممثلاً اتفقوا على أن المثليين لا حقوق لهم، متحججًا بأن هذا الموقف لا ينبع من الأديان الإبراهيمية الثلاثة فحسب، بل هو موقف جميع أديان الأرض، ونتساءل هنا، من الذي يملك حق تمثيل الأديان؟ خاصةً وأن متبعي بعض الأديان كانوا يحاولون جاهدين نزع فكرة تمثيل الدين عن فئات معينة تتبع الدين وخصها بفئات معينة أخرى، وخاصةً الأديان التي وجهت لها اتهامات مرتبطة بالإرهاب والعنف في السنوات الأخيرة، وعلى الجانب الآخر وفي السنوات العشر الأخيرة، تشكلت تيارات دينية في أغلب أديان الأرض، إذا لم يكن كلها، تعمل على دراسة وتحليل الخطابات الدينية الرامية إلى كراهية المثليين والتحريض على العنف ضدهم، ونجحت تلك التيارات في بناء حجج وبراهين على أساس أدلة تأتي من الأديان نفسها، تؤكد على قيم التسامح مع المثليين وأصحاب التوجهات الجنسية والهويات الجندرية المختلفة، وعلى احتضانها الكامل لهم، ولا تتلقى تلك التيارات نفس الدعم ومساحة التعبير وامتلاك الأدوات التي تضعها في تواصل أوسع مع الجمهور مقارنة بالتيارات التي تتمسك بكراهية الدين للمثليين وربما تحرض عليهم من آن لآخر، ولطالما وضعت تلك التيارات نفسها موضع الممثل الأوحد والأحق بتحديد ما يقوله الدين، فيدلون بدلوهم ويعبرون عن رأيهم تحت مظلة الدين وما يقوله الدين، فيخرج من حيز كونه رأي شخصي يعكس اعتقاد شخصي إلى حيز رأي أوسع يخرج من المفهوم الأكبر للدين، ورغم عدم تقديم علي جمعة لتفاصيل حول طبيعة هذا المؤتمر وهويات الحاضرين والأديان التي ينتمون إليها، فإن عدم وجود دلائل على تحريم المثلية في ديانات عالمية مثل الهندوسية والسيخية يؤكد عدم صحة كلامه، ولكن تبقى الحقيقة الواقعية القائلة بأن هناك ممثلين من الأديان المختلفة يؤكدون على أن جوهر الأديان لا يكره المثليين وإنما تأتي كراهية المثليين من البُعد الشخصي المجتمعي مع التوسع في التحليلات والتفسيرات، كما يوجد ممثلين يتمسكون بالرأي الرامي إلى كراهية المثليين ويتصرفون على أساسه.