وسعت باكستان نطاق الرعاية الصحية المجانية لتشمل المواطنين الترانس لأول مرة، في خطوة من شأنها أن تُسهم في الحد من التمييز ضدهم.
سيصبح جميع الترانس في باكستان مؤهلين الآن للحصول على علاج طبي مجاني، بما في ذلك الرعاية المتعلقة بالعبور الجنسي.
تُمنح الحكومة الأفراد الترانس بطاقة صحية خاصة تُمكّنهم من الاستفادة من نظام تأمين صحي حكومي قائم، والذي طُرح عام 2015 لتوفير بطاقات صحية لمن يقل دخلهم عن دولارين يومياً، مع أن الترانس لن يواجهوا هذا التحدي المالي.
صرح رئيس الوزراء عمران خان بأن حكومته “تتحمل مسؤولية” الأفراد الترانس، الذين يقولون إنهم يُحرمون من العلاج بشكل روتيني، وقد يتعرضون للمضايقة أو السخرية من موظفي المستشفيات والمرضى.
كما تخطط الحكومة لإنشاء أجنحة منفصلة في المستشفيات للمرضى الترانس، وفقاً للدكتور ظفر ميرزا، مساعد رئيس الوزراء الخاص في مجال الخدمات الصحية.
قال ميرزا: “إنه جزء من برنامج ضخم لتوفير التأمين الصحي، ليس فقط للفقراء، بل للفئات الضعيفة في المجتمع، بمن فيهم الترانس”.
وأضاف لمؤسسة تومسون رويترز: “أي شخص يُعرّف نفسه بأنه ترانس مؤهل لهذا البرنامج”.
لطالما واجه الترانس تمييزًا شديدًا في مؤسسات الرعاية الصحية، حيث رفض الأطباء علاجهم عندما لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كانوا سيعالجونهم في جناح للرجال أم للنساء.
ستُتاح بطاقات الهوية الصحية التي تُتيح الوصول إلى برنامج الرعاية الصحية المجاني فورًا، ولكن فقط للأشخاص الترانس المسجلين على أنهم ترانس في وثائق هويتهم الأخرى.
اعترفت باكستان رسميًا بالترانس في عام 2012، مضيفةً خيارًا للجنس الثالث إلى النماذج والوثائق الرسمية.
أحصى التعداد الوطني للسكان عام 2017 عدد الترانس في باكستان لأول مرة، مسجلًا 10418 شخصًا ترانس من بين سكان يبلغ عددهم حوالي 207 ملايين نسمة، على الرغم من أن الجمعيات الخيرية تُقدر وجود ما لا يقل عن 500 ألف شخص ترانس.
قال زيريش خان، مدير مشروع في منظمة Gender Interactive Alliance المعنية بحقوق الترانس: “البرنامج جيد، لكن يجب توعية مقدمي الرعاية الصحية”.
وأضاف: “يلجأ الكثير منا إلى المخدرات والكحول لأننا نحتاج إلى مساعدة نفسية وتعاطف للتغلب على المضايقات المستمرة التي نواجهها”.
وقالت عائشة موغال، الخبيرة في حقوق الترانس، إن حوالي 2500 شخص ترانس مسجلون حاليًا ضمن خيار الجنس الثالث الحكومي، مما يعني أن الرعاية الصحية المجانية الجديدة ليست متاحة بسهولة.
وأضافت موغال: “لا يعرف بهذا الأمر سوى عدد قليل من الترانس، والخطوة الأولى هي نشر الوعي. إنها مجرد البداية”.
