الإعلان عن أكبر مسلسل يضم ممثلين ترانس في التاريخ

ريان مورفي يعلن عن مشروع تلفزيوني جديد يُحدث نقلة نوعية في تمثيل الترانس على الشاشة

في خطوة تُعد تاريخية بكل المقاييس، أعلن الكاتب والمنتج الأمريكي الشهير ريان مورفي، في 22 نوفمبر 2017، عن إطلاق مسلسله الجديد بعنوان “Pose”، والذي من المقرر أن يرى النور في عام 2018.

ما يميز هذا العمل ليس فقط قصته الجريئة والمبتكرة، بل أيضًا كونه أول مسلسل درامي في تاريخ التلفزيون يضم أكبر طاقم من الممثلين والممثلات الترانس (Trans) ضمن الأدوار الرئيسية.

ريان مورفي، المعروف بأعماله الناجحة مثل “Glee”، و”American Horror Story”، و”Nip/Tuck”، و”Feud”، يعود هذه المرة بمشروع يدمج ما بين التمثيل الدرامي العميق والنضال من أجل حقوق مجتمعات المهمشين، وخاصة الترانس والمثليين والمثليات.

“Pose”: احتفاء بثقافة البال روم وواقع الترانس في الثمانينيات

تدور أحداث المسلسل في نيويورك خلال ثمانينيات القرن الماضي، ويستعرض مشهدًا نادرًا وغير موثّق بدرجة كافية في التلفزيون: ثقافة “البال روم” التي شكّلت فضاءً آمنًا وإبداعيًا للأشخاص الترانس والمثليين السود واللاتينيين، في وقت كانوا فيه عرضةً للتمييز والعنف.

المسلسل يستكشف أيضًا تقاطعات الحياة ما بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، من ناطحات السحاب في مانهاتن إلى الأقبية التي احتضنت ثقافة البال روم، في سرد إنساني غني بالحب والهوية والنضال.

أكبر طاقم ترانس في عمل درامي: تمثيل غير مسبوق

أحد أبرز الجوانب الثورية في “Pose” هو الطاقم التمثيلي، حيث يضم المسلسل أكبر عدد من الممثلين الترانس في أدوار رئيسية في تاريخ التلفزيون الأمريكي. من بين هؤلاء:

• إم جي رودريغيز بدور بلانكا رودريغيز
• إنديا مور بدور أنجيليكا إيفانجلستا
• دومينيك جاكسون بدور إليكترا أباندنس

جميع هؤلاء الممثلين والممثلات الترانس يؤدون شخصيات ترانس، في خطوة نادرة تهدف إلى كسر احتكار الممثلين السيزجندر (غير الترانس) لأدوار الترانس، وتأكيد على أهمية التمثيل الأصيل.

مشاركة فنية خلف الكاميرا أيضًا

لم تقتصر الرؤية التقدمية لـ”Pose” على التمثيل أمام الكاميرا، بل شملت أيضًا طاقم العمل من الكتاب والمخرجين. فقد ضم فريق الإنتاج أسماءً من المجتمع الترانس مثل الكاتبة جانيت موك، والمخرجة والمنتجة سيلستين بالك.

وهذا ما أكد عليه مورفي في تصريحه قائلاً: “هذا العمل ليس فقط عن التمثيل، بل عن فتح الأبواب للترانس في كل مراحل الصناعة الفنية.”

دعم نقدي وشعبي متوقع

رغم أن المسلسل لم يُعرض بعد وقت إعلان مورفي، إلا أن الإعلان عنه أثار موجة من الحماس في وسائل الإعلام وبين النشطاء والمشاهدين على حد سواء. فقد وُصف بأنه “نقطة تحول” في تاريخ التمثيل التلفزيوني، خاصة لمجتمع الترانس الذي عانى طويلًا من التهميش وسوء التمثيل.

من المتوقع أن يحقق المسلسل صدى كبيرًا، خصوصًا بعد النجاح المستمر لأعمال مورفي السابقة، والتي لطالما مزجت بين الترفيه والطرح الجريء لمواضيع معقدة.

التمثيل الإعلامي والترانس: فجوة يُراد سدّها

على مدى سنوات، عانى الأشخاص الترانس من غياب شبه تام أو تمثيل سلبي في وسائل الإعلام، وغالبًا ما أُسندت أدوارهم لممثلين غير ترانس بصورة نمطية.

لكن في السنوات الأخيرة، وبفضل جهود نُشطاء ومنتجين واعين مثل مورفي، بدأنا نشهد تغييرات ملموسة. مسلسل “Transparent” كان من أولى التجارب التي فتحت الباب، والآن يأتي “Pose” ليكمل المسار من خلال إفساح المجال أمام الترانس للحديث عن أنفسهم بأنفسهم.

نظرة إلى المستقبل

بإطلاق “Pose”، يُتوقع أن يُحدث المسلسل فارقًا في كيفية النظر إلى الهوية الجندرية في الإعلام، ويكون نموذجًا يُحتذى به في تمكين الفئات المهمشة.

ريان مورفي، من خلال هذا العمل، لا يقدم فقط دراما تلفزيونية، بل يساهم في تغيير حقيقي على مستوى الصناعة والثقافة.