تحدث الممثل والمنتج الكندي إليوت بيج في حوار له مع مجلة تايم حول هويته كرجل ترانس. بدءًا من شعوره منذ طفولته أنه صبي. حيث قام بقص شعره عندما كان في التاسعة من عمره.
«شعرت وكأنني ولد. أردت أن أصبح صبيًا. كنت أود أن أسأل أمي إذا كان بإمكاني أن أكون كذلك يومًا ما». كما قال أنه تصور نفسه كصبي في الألعاب الخيالية. وجعله ذلك يتحرر من الانزعاج الذي شعر به من قبل الآخرين. كونهم يتعاملون مع على أنه فتاة. بعد قصة الشعر، بدأ الآخرين أخيرًا في رؤيته بالطريقة التي رأى بها نفسه، وشعر حينها أنه في الهيئة الصحيحة.
كما علق على إعلان كونه ترانس في ديسمبر الماضي. والذي جعله أحد أشهر الأشخاص الترانس في العالم. حيث تصدر قائمة أبرز التدوينات عبر تويتر في أكثر من 20 دولة، واكتسب أكثر من 400.000 متابع جديد على انستجرام في ذلك اليوم وحده. ونشرت آلاف المقالات حوله عبر الإنترنت، ووصلت الإعجابات والمشاركات إلى الملايين.
هذا الشعور بالإثارة الحقيقية والامتنان العميق لأنني وصلت إلى هذه المرحلة من حياتي، ممزوجًا بالكثير من الخوف والقلق.
وحول ردود الفعل عقب قائلاً: «ما كنت أتوقعه هو الكثير من الدعم والحب، وكمًا هائلاً من الكراهية وكراهية ورفض الترانس. هذا ما حدث بشكل أساسي». ما لم يتوقعه هو، التفاعل الضخم مع إعلانه في جميع أنحاء العالم.
يقول إليوت أن فهم جميع التفاصيل حول نفسه يظل عملاً قيد التقدم. وإن فهم الهوية الجندرية للمرء أمرًا ملازمًا ويتشكل دائمًا، على المستويين الشخصي والاجتماعي، والثابت والمتطور. وأن ذلك أمر معقد بدرجة كافية دون أن يكون المرء تحت دائرة الضوء التي لا يبدو أنها تنطفئ. لكن بعد أن وصل إلى منعطف حاسم، يشعر إليوت بإحساس عميق بالمسؤولية لمشاركة حقيقته.
«ينشر الأشخاص المؤثرين والمشاهير للغاية خرافات ومعلومات مغلوطة حول مجتمع الترانس، تضر بهم، وكل يوم ترى وجودنا في الحياة محل نقاش. أفراد مجتمع الترانس حقيقيون جدًا».
أدى دور إليوت القوي في فيلم Hard Candy عام 2005، إلى فيلم Juno عام 2007. وهو فيلم مستقل منخفض الميزانية جلب ترشيحات لإليوت لجوائز أوسكار وبافتا وجولدن جلوب، وشهرة واسعة جدًا على مستوى عالمي.
كافح الممثل البالغ من العمر 21 عامًا حينها، مع ضغوط هذا الصعود. كانت الملابس النسائية والسجاد الأحمر والصحافة، كلها بمثابة تذكير مؤلم بالانفصال بينه وبين محيطه. حيث وضح كيف رأى العالم إليوت بصورة مغايرة للصورة التي يرى نفسه عليها.
لم أتعرف على نفسي مطلقًا. لوقت طويل لم أتمكن حتى من النظر إلى صورة لنفسي.
وكان من الصعب عليه مشاهدة الأفلام التي شارك فيها، خاصة تلك التي لعب فيها أدوارًا واضحة الأنوثة.
أحب إليوت المشاركة في صناعة الأفلام. لكنه شعر بالغربة بسبب معايير هوليوود. بحلول الوقت الذي ظهر فيه في أفلام مثل X-Men: The Last Stand عام 2006، وInception عام 2010، كان إليوت يعاني من الاكتئاب والقلق ونوبات الهلع.
لم يكن يعرف، كما يقول، «كيف أشرح للناس أنه على الرغم من كوني ممثلاً، فإن مجرد ارتداء ملابس نسائية، لا يجعلني على ما يرام. هذا ليس أنا. إنه زي تنكري».
حاول إليوت أن يقنع نفسه أنه بخير، وأنه محظوظ لكونه يعمل في هوليوود. وأنه لا ينبغي أن يكون لديه أية شكوى. لكنه شعر بالإرهاق من العمل المطلوب، وفكر أكثر من مرة في اعتزال التمثيل.
في عام 2014، أعلن إليوت أنه مثلي الجنس، على الرغم من الشعور لسنوات بأن مثل هذا الإعلان كان مستحيلاً، لأنه قد يعرض حياته المهنية للخطر.
في خطاب له في مؤتمر حملة حقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية تنشط في الدفاع عن حقوق بمجتمعات الميم. تحدث إليوت عن كونه جزءًا من صناعة «تضع معايير ساحقة» على الممثلين والمشاهدين على حد سواء.
هناك صور نمطية منتشرة حول الذكورة والأنوثة تحدد كيف يُفترض بنا جميعًا أن نتصرف ونلبس ونتحدث، وتلك المعايير ليست في صالح أحد.
بدأ إليوت يرتدي بدلات على السجادة الحمراء. وجد الحب. وتزوج من مصممة الرقصات إيما بورتنر في عام 2018. وأنتج أفلامه الخاصة التي تحتوي على شخصيات وقصص لأفراد مجتمع الميم مثل أفلام Freehold عام 2015، وMy Days of Mercy عام 2017. وجعل الملابس الرجولية شرطًا للعب أي دور.
مع ذلك، فإن الصراع اليومي كان لا يطاق. يقول إليوت: «كان الاختلاف في شعوري قبل أن أعلن كوني مثليًا إلى ما بعده هائلاً. لكن هل اختفى الانزعاج في جسدي من أي وقت مضى؟ كلا، لم يختفي».
جزئيًا، كانت العزلة التي فرضها الوباء هي التي أدت إلى صراع إليوت مع هويته الجندرية. حيث انفصل عن زوجته في الصيف الماضي، وتطلق الاثنان في أوائل عام 2021. لكن إليوت وزوجته السابقة لا زالوا أصدقاء مقربين.
كان لدي الكثير من الوقت بمفردي للتركيز حقًا على الأشياء التي أعتقد، في ذلك بطرق عديدة، عن غير وعي، كنت أتجنبها.
لقد استوحى إلهامه من رموز ترانس رائدة مثل جانيت موك ولافرن كوكس، اللذان حققا نجاحًا في هوليوود، بينما كانا يعيشان حقيقتهما في العلن بشكل كامل.
ساعده الكتاب الترانس في فهم مشاعره؛ رأى إليوت نفسه ينعكس في مذكرات «أن تصبح رجلاً: قصة عبور» للكاتب بي كارل. في النهاية أفسح «العار وعدم الراحة» الطريق للإعلان عن هويته.
لقد تمكنت أخيرًا من تقبل أن أكون ترانس، وأن أسمح لنفسي أن أصبح ما أنا عليه الآن
أدى هذا إلى مجموعة من القرارات. كان أحدهم طلبه من العالم أن يناديه باسم مختلف، إليوت، والذي يقول إنه يحبه دائمًا.
كان القرار الآخر هو إجراء عملية جراحية عليا لإزالة الثدي. في الوقت الذي نشر الإعلان على انستجرام، كان يتعافى في تورنتو، عاصمة كندا.
كونك ترانس لا يتعلق فقط بالعملية الجراحية. بالنسبة لبعض الناس، هذا غير ضروري. بالنسبة للآخرين، فإنه لا يمكن تحمله. بالنسبة للعالم الأوسع، أدى تركيز وسائل الإعلام على العملية الجراحية إلى وضع أجساد الأشخاص الترانس في موضع جنسي بشكل دائم، وطرح الأسئلة غير اللائقة التي تنتهك خصوصية الجسد.
لكن بالنسبة إلى إليوت، فإنه يصف العملية الجراحية بأنها شيء، جعل من الممكن له التعرف على نفسه أخيرًا عندما ينظر في المرآة، مما يوفر التنفيس الذي كان ينتظره منذ «الجحيم الكامل» للبلوغ. يقول: «قد غيرت حياتي تمامًا».
ويضيف بأن الكثير من طاقته استنفذت على الشعور بعدم الراحة في جسده، أما الآن فقد عادت إليه طاقته مرة أخرى.
يقول إليوت إن إعلان كونه ترانس كان تصرفًا أنانيًا على مستوى واحد: «إنه لي. أريد أن أعيش وأكون ما أنا عليه». لكنه شعر أيضًا بواجب أخلاقي للقيام بذلك، وأنه عاجلاً أم آجلاً كان سيفعل ذلك.
ويردف أن الهوية الإنسانية معقدة وغامضة، لكن السياسة تصر على وضع كل شيء في صناديق. في حروب الثقافة اليوم، تنتشر المعتقدات التبسيطية حول الجندر. على سبيل المثال، التسليم بحقيقة الجندر إلى الكروموسومات والقدر على نطاق واسع ومتجذر بشكل عميق لدرجة أن العديد من الأشخاص الذين يؤمنون بهذه المعتقدات لا يشعرون بأنهم مجبرون على التفكير فيما إذا كانت معتقداتهم غير مكتملة أو متحيزة.
رغم ظهور إليوت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، إلا أنه قد واجه أيضًا تحديات في لعب دور بطولة نسائي، لأنه لم يكن مناسبًا لقالب هوليوود الضيق.
منذ إعلان كونه ترانس، يشهد فريقه نشاطًا أكثر مما فعلو منذ سنوات. العديد من عروض العمل الواردة للإخراج أو الإنتاج أو التمثيل، مرتبطة بشخصيات وقضايا مجتمع الترانس، ولكن هناك أيضًا بعض الأدوار البعيدة عن ذلك.
انجذب إليوت إلى دور فانيا في مسلسل The Umbrella Academy، لأنه في الموسم الأول الذي صدر في عام 2019 – كانت فانيا تتعامل مع كراهية الذات بشكل معقد، معتقدة أنها الشقيقة العادية الوحيدة في عائلة غير عادية.
بالكاد يمكن للشخصية أن تستدعي الشجاعة للتحرك عبر العالم. يقول إليوت: «لقد تحدثت عن مقدار قرب فانيا إلي».
الآن في طاقم تصوير الموسم الثالث، شهد زملاء العمل تغييرًا في إليوت. يقول منتج المسلسل ستيف بلاكمان: «يبدو أن هناك حملاً هائلاً على كتفيه قد انزاح، إنه يشعر بالراحة. هناك خفة فيه، ويبتسم كثيرًا».
بالنسبة إلى إليوت، العودة إلى تصوير المسلسل أعطاه شعورًا بالثبات. رغم أن ذلك يكون محرجًا في بعض الأحيان. حيث يستخدم الأشخاص الضمائر الخاطئة دون قصد. يقول إليوت أنهم سوف يعتادون الأمر، كما يرونه زملاءه في المسلسل ويعترفون به.