أطياف

امرأة مصرية مثلية ترقص دعمًا للمثليين والترانس في مصر

لقبّت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) شروق العطار وهي امرأة مصرية سكندرية مثلية بأنها “أفضل امرأة شابة لعام 2018″، كما اختيرت كواحدة من أكثر 100 امرأة تأثيرًا في العالم من قبل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 2018.


‏‎تستعد شروق العطار في ليلة باردة من شهر مارس لتقديم عرض رقص مصري/شرقي في نادٍ لندني بارتداء تنورة زرقاء متلألأةً وحمالة صدر براقة ولحية خاطفة على الوجه.


‏‎وهذا ما يطلق عليه “الرقص الكويري” وهو بمثابة اعتراض أو احتجاج فني سياسي مجتمعي على اضطهاد المثليين والمثليات والترانس (العابرين والعابرات جنسيًا) ومزودجي التوجه الجنسي أو اختصارًا مجتمعات الميم في مصر حيث يتعرضون للعنف والاعتقال والسجن.


‏‎ترتدي شروق التي تدرس الهندسة الكهربائية الكثير من القبعات قبل ساعات من العرض الذي قدمته في جميع أنحاء بريطانيا بينما ارتَدت بدلة وربطة عنق للتحدث أمام البرلمان البريطاني حول التحديات التي يواجهها اللاجئون في البلاد.


وقد ساعدت الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً، والتي تكمل شهادة الماجستير في جامعة “كارديف” في بلدة “ويلز”، العديد من طالبي اللجوء في الحصول على التعليم العالي في بريطانيا، وهو أمر تجد شغفها به، وبعد قضاء عدة سنوات “مفجعة” غير قادرة على الدراسة.


‏‎اعترفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) بجهودها ولقّبتها بامرأة العام لقيادتها “الملهمة” وأعطتها الجائزة التي قدمتها لها نجمة مسلسل”صراع العروش”، (جويندولاين كريستي) والتي لعبت دور (بريان من منزل تارث).


عرفت شروق دائماً أنها تفضل الفتيات منذ نشأتها في مدينة الإسكندرية الساحلية والواقعة أقصى شمال مصر، حيث صرحّت في مقابلة مع مؤسسة “طومسون رويترز” قائلةً:”اعتقدت أن الجميع يحب الفتيات؛ الأولاد يحبون الفتيات والفتيات تٌحبّن الفتيات أيضًا. الجميع يحب الفتيات فلماذا يجب ألا أحبهن أنا؟ رائحتهن جميلة ويبدٌن رائعات!”


تتذكر شروق بوضوح عندما قال لها أستاذها وهي تبلغ من العمر تسع سنوات أن المثلية الجنسية “خطيئة فظيعة.”


‏‎وأضافت “لم أكن أريد أن أكون ذاك الشخص الرهيب الذي سيكون مصيره الحريق في الجحيم.”


لجوء شروق العطار كونها امرأة مثلية مصرية


وكانت شروق قد وصلت إلى بريطانيا عام 2007 مع والدتها وأشقاءها ولكن تم ترحيلهم بعد رفض طلب لجوئهم بينما مُنحت شروق حق اللجوء بسبب كونها امرأة مثلية.


‏‎”أنا متأكدة بنسبة 110%؜ أنني لن أكون على قيد الحياة إذا كنت أعيش في مصر بنفس الطريقة التي أعيش بها هنا الآن”، وأضافت شروق أن معتقدها الديني كـ ملحدة سيعرضها أيضاً إلى خطر شديد.”

‏‎ولا تٌجرم المثلية الجنسية بشكل صريح في مصر، ولكن يتعرض الأشخاص المثليين والترانس للاستهداف القانوني منذ فتره عقود بموجب قانون مكافحة “الدعارة والفجور”.

‏‎وفي حمله القمع الأخيرة في أكتوبر 2017 والتي لاقت صدى واسعاً حول العالم، احتجز الشرطة المصرية عشرات الأشخاص بعد رفع الجمهور في حفل غنائي علم قوس قزح في حركة نادرة لدعم حقوق المثليين في البلد الذي يلغب عليه التوجه المجتمعي المحافظ والتقليدي.


الحياة بالنسبة للمثليين في مصر صعبة جداً. ونحن مُجبرات على الزواج، ومُجبرات على إنجاب الأطفال، ومٌجبرات على ممارسة الجنس مع أشخاص لا نريد ممارسه الجنس معهم.

شروق العطار


‏‎ومن خلال أدائها للرقص الكويري، تجمع شروق الأموال لدفع رسوم المحامين للأشخاص المثليين والترانس المسجونين أو الذين يواجهون السجن في مصر ومساعدة الذين يخشون أو يتعرضون للعنف الأسري بسبب هويتهم الجنسية.


‏‎أحيت شروق عروضها في فرنسا وهولندا واليابان، وتأمل أن تحيي عروضها في ألمانيا هذا الصيف.


وعلى الرغم من أن اللغة العربية هي لغتها الأم، تشعر شروق بالمزيد من الارتياح للتحدث بالإنجليزية، قائلةً أن المفردات العربية التي تتعلق بالمثلية الجنسية وتعرفها “سلبية جداً”. ‏‎

عندما بدأت بقبول هويتي، كانت الكلمات التي أعرفها عن مثليتي وهويتي الجنسية مهينة جداً، كلمات تكرهني.

شروق العطار

‏‎ولكن شروق التي تٌعرف نفسها بأنها كويرية -وهو مصطلح لاتيني معرب يشير إلى مختلفي التوجهات الجنسية والهويات الجندرية-، تعتقد بأن المثليون في الدول الناطقة بالعربيى بدأوا بالتعايش وتقبل هويتهم الجنسية حسب شروطهم الإيجابية الخاصة بهم مستخدمين مصطلحات تعبر عنهم.


الدراسة الجامعية ليست لطالبي اللجوء


‏‎وكانت شروق، باعتبارها مراهقة شابه في مصر، تسبق زملائها في الفصل الدراسي وكان من المقرر أن تدخل الجامعة في عمر السادسة عشْر، لكن وصولها إلى بريطانيا أفشل خططها. وعلى الرغم من قبول كل الجامعات التي تقدمت إليها بطلب الالتحاق لها إلا أن الأمور لم تجر بسهولة ويسر.


‏‎حيث يعامل طالبو اللجوء في بريطانيا على أنهم طلاب دوليين يدفعون مبلغًا سنويًا يتراوح بين 10,000 إلى 38,000 جنيه إسترليني (13800-52600 دولار)، أي أكثر بكثير من الطلاب البريطانيين.


‏‎وقالت شروق “الأمر ليس عادلاً”. وأضافت “هذا النظام يمنع التعليم عن أكثر الناس ضعفاً في العالم. الناس الذين فروا من الحروب والتعذيب والاغتصاب.”


‏‎وقد لعبت شروق دوراً رئيسياً في حمله طُلابية لمنح طالبي اللجوء نفس الإمكانيات التي يتمتع بها الطلاب البريطانيين للالتحاق بالجامعات من اعفاءات الرسوم وتوفير المنح الدراسية والإعانات.


‏‎ وتتطوع شروق في مركز يساعد طالبي اللجوء على تحسين لغتهم الإنجليزية والاندماج في المدينة بجامعة “كارديف” في وقت فراغها مع زملائها من طلاب الجامعات.


‏‎عندما كنت أتقدم للدراسة الجامعية، لم تكن تقبل الجامعات طالبي اللجوء. لكن الآن، ‏‎هناك تقبل حوالي 60 جامعة في جميع أنحاء بريطانيا طالبي اللجوء. من الجميل أن نرى تغييراً حقيقياً يحدث بسبب عملنا ونشاطنا.

شروق العطار

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.