أطياف
Boys Don’t Cry

مرور 20 عامًا على فيلم “Boys Don’t Cry”: محطة بارزة في تاريخ السينما الكويرية

تحل اليوم الذكرى العشرون لعرض فيلم Boys Don’t Cry، الذي صُدر لأول مرة في عام 1999، والذي يُعد من أكثر الأفلام تأثيرًا في تاريخ السينما الكويرية. الفيلم لم يكن مجرد عمل درامي حاز على استحسان النقاد، بل كان علامة فارقة في التمثيل السينمائي لحياة العابرين والعابرات جندريًا، وأثار نقاشات حادة حول التمييز والعنف القائم على الهوية الجندرية، لا سيما في المجتمعات المحافظة.


فيلم “Boys Don’t Cry” ورحلة التمثيل الجندري في هوليوود

استند الفيلم إلى القصة الواقعية لـ براندون تينا، شاب عابر جندريًا من ولاية نبراسكا الأمريكية، تعرض لاعتداء واغتصاب جماعي على يد اثنين من معارفه، قبل أن يُقتل بوحشية في ديسمبر 1993، بعد أن كُشف عن هويته الجندرية.

قامت ببطولة الفيلم الممثلة هيلاري سوانك، التي أدّت دور براندون تينا ببراعة لاقت إعجاب النقاد والجمهور، ما جعلها تفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي عام 2000.

وتم إخراج الفيلم من قِبل كيمبرلي بيرس، وهي نفسها مثلية الهوية، وأعربت مرارًا عن أهمية التمثيل العادل والصادق لمجتمعات الميم-عين في السينما.


أهمية الفيلم في التاريخ الكويري

يمثّل Boys Don’t Cry لحظة مفصلية في السينما الأمريكية، حيث كان أول فيلم رئيسي من إنتاج استوديو كبير يتناول بجدية قصة عابر جندري، ويكشف عن العنف الممنهج والتمييز الاجتماعي الذي يواجهه الأشخاص الترانس، لا سيما في المجتمعات الريفية.

وقد أعيد تقييم الفيلم لاحقًا ضمن قوائم أفضل الأفلام النسوية والكويرية، وألهم العديد من المخرجين والكتاب لتناول قضايا الهويات الجندرية والهويات غير النمطية في أعمالهم.


نقد وتمثيل: النقاشات المستمرة حول هوية براندون تينا

رغم إشادة واسعة بأداء سوانك، إلا أن الفيلم لم يسلم من النقد، لا سيما من قبل بعض النشطاء الترانس، الذين اعتبروا أن تمثيل شخصية عابرة جندريًا من قبل ممثلة سيسجندرية (غير عابرة) يعكس استمرار تهميش الترانس في الصناعة الفنية.

كما أن بعض التفاصيل المرتبطة بحياة براندون الحقيقية وُصفت بأنها “هوليودية” وتم التلاعب بها دراميًا، ما أعاد إحياء نقاش أوسع حول مسؤولية الفن في تمثيل الفئات المهمشة بدقة وعدالة.


تأثير دائم… بعد 20 عامًا

بعد عقدين من عرض الفيلم، ما يزال Boys Don’t Cry يُدرّس ويُناقش في دوائر السينما، ودراسات الجندر، وحقوق الإنسان، باعتباره عملًا تجاوز الفن ليصبح شهادة على واقع العنف الذي يعيشه الكثيرون بسبب هويتهم الجندرية.

وقد ساهم الفيلم أيضًا في تسليط الضوء على الحاجة إلى تشريعات تحمي حقوق العابرين/ات جندريًا في الولايات المتحدة والعالم، وفتح نقاشًا عامًا حول مفاهيم النوع الاجتماعي في الثقافة الشعبية.


دعوة للتذكّر والتضامن

في ذكرى مرور 20 عامًا على هذا الفيلم المؤثر، ندعو إلى:

  • مشاهدة الفيلم أو إعادة مشاهدته من منظور نقدي حديث.
  • دعم الأصوات الترانس في السينما والمجتمع.
  • نشر الوعي حول العنف الموجّه ضد مجتمعات الميم-عين.
  • الدفاع عن الحق في الهوية والكرامة والمساواة.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.