أطياف
جيمس دين

براندون فلين يؤدي دور جيمس دين في فيلم جديد عن علاقته الكويرية المزعومة

أعلنت هوليوود عن مشروع سينمائي جديد يسلّط الضوء على أحد أكثر رموز السينما الكلاسيكية إثارة للجدل: جيمس دين. سيتولى الممثل الكويري براندون فلين، نجم مسلسل “13 Reasons Why”، بطولة الفيلم الجديد بعنوان “Willie and Jimmy Dean”، والذي يتناول العلاقة الكويرية المفترضة بين جيمس دين وصديقه وكاتب سيرته ويليام باست.

فيلم عن قصة حب خفية في زمن صعب

يعتمد الفيلم على مذكرات باست الصادرة عام 2006 بعنوان “Surviving James Dean”، والتي زعم فيها أن علاقته مع دين لم تكن مجرد صداقة، بل شراكة عاطفية حميمة بدأت حين كانا زميلين في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس في أواخر الأربعينيات.

وفقًا للمخرج وكاتب السيناريو غاي غويدو، فإن الفيلم “ليس سيرة تقليدية” بل قصة إنسانية “رقيقة ومأساوية أحيانًا” عن شابين وجدا بعضهما في زمن كان الظهور على حقيقتهما فيه يُعتبر مخاطرة، في الولايات المتحدة بالطبع.

وأضاف غويدو: “براندون فلين يمتلك الشرارة والضعف الذي يتطلبه هذا الدور. لا يمكنني تخيّل ممثل أكثر ملاءمة لتجسيد تعقيدات شخصية جيمس دين”.

براندون فلين: جيمس دين كان لغزًا ثقافيًا

أعرب فلين عن حماسه للدور، قائلًا: “جيمس دين هو المعروف المجهول. خلف ثلاثة أفلام وجبل من الصور، لا تزال هناك أسئلة كثيرة حول من كان حقًا”.

أشاد فلين بنص الفيلم لأنه يسلّط الضوء على كيف اضطُر الأشخاص الكويريون في هوليوود إلى تمثيل أدوار حتى في حياتهم الشخصية. وأضاف: “هذا الفيلم يقدم جيمس دين كرجل حقيقي بعلاقات معقدة، وأظن أن في ذلك قوة مهمة”.

هل كان جيمس دين كويريًا؟

رغم أن دين لم يصرّح علنًا عن ميوله الجنسية، فقد انتشرت شائعات كثيرة حول علاقاته مع رجال. كتب ويليام باست كتابين عن دين ألمح فيهما إلى طبيعة علاقتهما، بينما زعم كتاب آخر نُشر عام 2016 أن دين كان على علاقة جنسية مضطربة مع مارلون براندو.

في ظل غياب تأكيد رسمي من دين قبل وفاته المفجعة عام 1955 عن عمر 24 عامًا، يظل الحديث عن كويريته محل جدل، لكن لا شك أن هناك اهتمامًا متزايدًا بكشف الطبقات الخفية في حياة رموز هوليوود الكلاسيكية.

أهمية تسليط الضوء على القصص الكويرية في هوليوود الكلاسيكية

يمثل هذا الفيلم خطوة في اتجاه أوسع لتوثيق وإعادة تأطير القصص الكويرية في التاريخ السينمائي. كثير من نجوم الماضي والحاضر عاشوا ولا زالوا يعيشوا في ظل الرقابة المجتمعية والقوانين التي تجرّم المثلية أو تُجرّم تمثيلها على الشاشة، بجانب الرفض والنبذ المجتمعي.

مثل هذه الأفلام لا تكتفي بتقديم شخصيات كويرية جديدة، بل تستعيد شخصيات تاريخية حقيقية تم تجاهل أو قمع جوانب من حياتها. وهذا يُعيد للذاكرة الثقافية حقوقًا سُلبت تحت وطأة الخوف.

براندون فلين ومسيرته الكويرية

براندون فلين (مواليد 1993) هو ممثل أمريكي معروف بتجسيده لشخصيات معقدة في مسلسلات مثل “13 Reasons Why”، كما أنه أعلن مثليته وكويريته للعام عام 2017 وشارك في حملات داعمة لحقوق مجتمع الميم.

عُرف بعلاقته السابقة مع المغنيت سام سميث، وبمواقفه الداعمة لقضايا الشباب الكويري في أمريكا.

من خلال مشاركته في هذا الفيلم، يستمر فلين في استخدام فنه لتقديم روايات صادقة وملهمة حول الهوية والحب.

جيمس دين في الثقافة الناطقة بالعربية

رغم أنه نجم من خمسينيات القرن الماضي، لا يزال جيمس دين يحتل مكانة ثقافية لدى بعض الفنانين في مصر ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

ففي عام 2024، أطلقت فرقة كايروكي الموسيقية المصرية أغنية بعنوان “جيمس دين” ضمن ألبومها الجديد “روما”.

تحمل كلمات الأغنية أجواء رومانسية متمردة وتستدعي صورة جيمس دين كرمز للتحرر والتمرد:

“معاكي بنسى أنا مين، بحس إن أنا جيمس دين عربية cabriolet موديل ستين، وإيديكي مرفوعة في الهوا”

تعكس الأغنية كيف أن جيمس دين لا يزال يلهم الخيال المصري والعربي، حتى وإن كان حضوره قائمًا على الأسطورة لا الحقيقة.

نحو سرديات أكثر شجاعة وإنصافًا

بين السرديات الرسمية والقصص المخفية، يُمكن لفيلم مثل “Willie and Jimmy Dean” أن يكون بوابة لفهم أعمق لهويات معقّدة أُجبرت على الصمت.

اختيار براندون فلين لهذا الدور لا يمنح تمثيلًا معاصرًا لكويرية جيمس دين فحسب، بل يعيد للسينما قدرتها على الاعتراف والتوثيق.

ومع ازدياد الاهتمام بإبراز تاريخ مجتمع الميم في كل مكان، تظل مثل هذه الأعمال ضرورية لإعادة اكتشاف التاريخ من منظور أكثر إنصافًا وصدقًا.

لا تاريخ كامل دون سرديات الكويريين، ولا هوية ثقافية صادقة دون الاعتراف بالحب الخفي الذي حارب ولا زال يحارب من أجل البقاء.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.