أعلنت منصة نتفليكس (Netflix) عن تجديد مسلسلها المثير للجدل «الزوجات الصيّادات» (The Hunting Wives) لموسم ثانٍ يتكون من ثماني حلقات، بعد النجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول.
المسلسل، المقتبس عن رواية للكاتبة ماي كوب (May Cobb) والصادر عام 2021، يُقدّم حبكة تجمع بين الغموض والجريمة والرغبة المثلية في قلب مدينة أمريكية محافظة.
القصة: بين الهوس والقتل
تدور أحداث The Hunting Wives «الزوجات الصيّادات» في بلدة خيالية بولاية تكساس، حيث تنتقل صوفي أونيل (بريتني سنو) من بوسطن مع زوجها لتبدأ حياة جديدة.
لكن سرعان ما تجد نفسها منجذبة إلى مارغو بانكس (مالين آكرمان)، المرأة القوية والنافذة اجتماعيًا، التي تدعوها للانضمام إلى دائرة نخبوية من النساء الثريات اللواتي يقضين أوقاتهن بين حفلات الصيد والسهر والعلاقات السرّية.
ما يبدأ كدراما اجتماعية عن نساء يعشن حياة مزدوجة، يتحول سريعًا إلى شبكة معقدة من الهوس، الإغواء، والخيانة، قبل أن يتصاعد إلى جريمة قتل تهزّ أركان المجتمع المحلي.
الرغبة المثلية في قلب الدراما
من أبرز عناصر قوة المسلسل تركيزه على العلاقات النسائية المثلية، حيث تتحول مشاهد التوتر بين صوفي ومارغو إلى علاقات مشبعة بالرغبة، في ظل زواج قائم على النفاق والازدواجية.
هذا الطرح جعل من مارغو، بحسب توصيف بعض النقاد والجمهور، «أيقونة مثلية» داخل الدراما الأمريكية الحديثة.
لكن، ورغم جرأة الطرح، أُخذ على المسلسل أنه لا يمنح الشخصيات تعريفات واضحة لهوياتهن الجنسية، إذ تبقى الرغبات حاضرة بشكل عملي وواقعي، لكنها بعيدة عن التصنيف الصريح (مثل «مثلية» أو «بايسكشوال»).
خلف الكاميرا: حضور نسوي قوي
العمل من إنتاج ريبيكا بيري كاتر (Rebecca Perry Cutter) التي أشرفت على صياغة الرؤية الدرامية، بمشاركة أربع مخرجات نساء: شيريل دوني، جينيفر جيتزنيغر، ميلاني مايورن، وجولي آن روبنسون.
هذا الحضور النسوي خلف الكاميرا أضفى على العمل زاوية أكثر حساسية في تصوير العلاقات بين النساء، بعيدًا عن النظرة الذكورية السائدة في أعمال مشابهة.
النقد والاستقبال
حظي الموسم الأول من The Hunting Wives «الزوجات الصيّادات» بمزيج من الإشادة والانتقادات. فبينما وصفه البعض بأنه «جريء، مثير ومختلف»، اعتبره آخرون مبالغًا في جرأته أو مفرطًا في التركيز على المشاهد الجنسية على حساب تعميق الشخصيات.
مع ذلك، نجح المسلسل في خلق قاعدة جماهيرية واسعة، خصوصًا بين المشاهدات الكويريات اللواتي رأين في العمل فرصة لرؤية رغبات نسائية غير مثالية ومعقدة على الشاشة.
مسلسل The Hunting Wives: النساء المثليات والرغبة الجنسية في مجتمع محافظ
الموسم الثاني: ماذا ينتظرنا؟
بحسب تصريحات المنصة وصنّاع العمل، سيواصل الموسم الثاني التعمق في حياة النساء وعلاقاتهن السرية، مع مزيد من الغموض والفضائح التي تربط الجنس بالسلطة بالقتل.
من المتوقع أن يتوسع الطرح ليكشف طبقات جديدة من النفاق السياسي والاجتماعي في تكساس، خاصة مع ارتباط شخصيات المسلسل بعائلات سياسية محافظة ترفع شعارات تقليدية بينما تخفي حياة مزدوجة خلف الأبواب المغلقة.
أهمية المسلسل في التمثيل الكويري
في وقت تتراجع فيه مساحات التمثيل الكويري على الشاشة، يقدم مسلسل The Hunting Wives «الزوجات الصيّادات» نموذجًا مغايرًا: نساء مثليات أو كويريات يعشن قصصًا معقدة، ليس كضحايا أو أيقونات مثالية، بل كبشر متناقضين، مثيرين، وخطرين في آن واحد.
هذا الطرح يجعل من العمل مساحة نادرة للتمثيل الكويري في سياق تجاري واسع الانتشار، خصوصًا بالنسبة للجمهور في منطقتنا الذي غالبًا ما يُحرم من متابعة هذه الأعمال على المنصات المتاحة.
مسلسل The Hunting Wives «الزوجات الصيّادات» ليس مجرد دراما جريمة، بل مساحة سردية تضع الرغبة النسائية المثلية في قلب الحدث، وتعيد تعريف حضور النساء الكويريات على الشاشة. ومع إعلان تجديده لموسم ثانٍ، يبدو أن هذه الحكاية لم تصل بعد إلى ذروتها.
الموسم الأول من «الزوجات الصيّادات» متاح الآن على منصة OSN+ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.