أطياف

مسلسل نمرة اتنين يتطرق للمثليين

تطرقت حكاية فرق توقيت من المسلسل المصري نمرة اتنين من إنتاج منصة شاهد ويعرض حاليًا عليها سريعًا للعلاقات المثلية، حيث تدور الحكاية المنفصلة، وهو نمط المسلسل المكون من عشر حلقات وعشر حكايات منفصلة من بطولة عدة نجوم مصريين بجانب آخرين بارزين من الشرق الأوسط.

تبدأ أحداث الحلقة حول سائق أوبر بينما يقل امرأة إلى مكان ما، يجدها تتشاجر مع زوجها تاركة له المنزل، ثم يدرك بعد دقائق أنها نجمة مشهورة، ويأخذها في رحلة تسترجع فيها بعض الذكريات في القاهرة، متجاذبين أطراف الحديث، لتحكي النجمة للسائق عن سبب شجارها مع زوجها، وأن السبب الخيانة الزوجية، موضحة أنها اكتشفت أن زوجها على علاقة مع الماكيير الخاص بها من خلال سؤال طرحته على السائق قائلةً: “واحدة سايبة لجوزها البيت في نص الليل وعاوز تهج من البلد على أول طيارة، ايه اللي ممكن يكون حصل؟” ليرد السائق قائلاً: “يعني ممكن مثلا عرف عليكي واحدة مثلا؟” لتقاطعه قائلاً: “واحد. ماكيير بتاعي. كنت ببقى فرحانة لما بيخرجوا مع بعض وبيقعدوا يتكلموا بالساعات، وهو مبيحبش يجي تصوير أو عروض خاصة، فرحت إن هو ارتبط بأي حاجة في العالم بتاعي، لحد ما عرفت إن هو بيخوني معاه.”

الحلقة من بطولة ماجد الكدواني وشيرين رضا وفكرة وقصة آدم عبد الغفور وسيناريو وحوار وائل حمدي وإخراج هادي الباجوري وتعرض على منصة شاهد VIP التابعة لمجموعة MBC السعودية والتي يتواجد مقرها الرئيسي في الإمارات.

سياسات شاهد ومجموعة MBC تجاه مجتمع المثليين

تعتبر تلك المرة الأولى التي تتطرق فيها منصة شاهد في إحدى أعمالها الأصلية والتي انطلقت منذ وقت قريب إلى مجتمع المثليين من خلال المرور السريع في مسلسل نمرة اتنين، وكانت منصة شاهد وقنوات MBC قد حذفوا في 2013 مشهد يتناول علاقة مثلية من المسلسل المصري موجة حارة، فالمنصة بذلك التصرف لا تشجع حرية الإبداع والتمثيل والحق فيه وتتبنى سياسات الحجب والحذف تجاه المثليين.

تقول شاهد في بنود شروط استخدامها فيما يخص تقديم محتوى للمنصة أنه على مقدمي المحتوى ألا تحتوي أعمالهم على أو تحث على “الحلف و/ أو استخدام لغة غير مقبولة أو مهينة أو جارحة أو مهددة أو عنيفة أو متعصبة (لدين أو عرق أو جنس أو ميول جنسية أو أصل أو عمر أو إعاقة أو حالة جسدية أو عقلية)”، فقد اشترطت المنصة ألا تحتوي الأعمال المقدمة لها على أي إهانة أو تهديد أو عنف يستهدف الميول الجنسية للأشخاص، ولكن من الملاحظ لصياغة الجملة أنها مترجمة من اللغة الإنجليزية وترجمة غير احترافية تمامًا، حيث أن الحلف هنا مقصود بها “السباب” ولكن الترجمة غير الاحترافية تكشف أن الشروط لم توضع في الأساس باللغة العربية، وأنه من المرجح أن تكون المنصة قد نقلت تلك الشروط من منصات عالمية أخرى واعتمدتها كما هي.

تقوم قنوات MBC التي تعرض أعمالاً مترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية غالبا بتبني مصطلحات وترجمات تمثل إهانة وتحقير شديد من مجتمع المثليين عند الإشارة له، كما تقوم القنوات بحجب وحذف المشاهد التي تُظهر أي دلالة عن المثليين، وتتجاهل في الغالب تغطية أي فيلم أو مسلسل يتناول قضايا مجتمع الميم في برامجها الإخبارية الفنية حتى وإن كان بارزًا ليس إلا أنهم قد تطرقوا سريعًا لفيلم Call me by your name عند فوزه بجائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس.

وفي رمضان الماضي عرضت قنوات MBC مسلسل مخرج 7 من إنتاجها، وتطرقت إحدى حلقات المسلسل كاملة لمجتمع المثليين وحقوقهم، المسلسل من بطولة ناصر القصبي والذي عبر بشكل صريح في الحلقة أن المثليين “يفرضون” توجهاتهم على الآخرين، وأنه لابد من حرقهم.

هل تنقذ الدراما المصرية ما أفسدته السينما؟

في السنوات الأخيرة تطرقت عدة أعمال من الدراما المصرية للعلاقات المثلية، لم يكن التطرق شديد السلبية كما السينما المصرية ولكنه لم يكن أيضًا قليل الإيجابية، ففي رمضان 2018 تطرق مسلسل عوالم خفية من بطولة عادل إمام لمجتمع المثليين، ولكن تم ذلك في إطار شديد السلبية، حيث ربط بين المثليين وبين المؤامرات الخارجية، معتبرًا أن الميول المثلية ميول “منحرفة”، وفي رمضان 2017 صور مسلسل لا تطفئ الشمس علاقة عاطفية بين شابين، وربما يعتبر المسلسل أفضل الأعمال ضمن الأسوأ في كونه لم يعيد تصدير صور نمطية أو تصورات مغلوطة عن مجتمع المثليين، وسبق تلك المسلسلات أعمال أخرى، تبدأ من الأعمال التي قد نقول بامتعاض أنها محايدة إلى أعمال قليلة السوء إلى أعمال شديدة السوء.

مسلسل نمرة اتنين من خلال التطرق السريع للعلاقات المثلية لم يكن المسلسل المصري الأول، ولكن ما يختلف هنا أنه يأتي ضمن موجة الأعمال المصرية التي تبث عبر منصات الإنترنت مؤخرًا والتي يزداد زخمها مع الوقت، حيث يعلو سقف التعبير والإبداع الفني قليلا عن سقف الأعمال المعروضة على التلفاز. المسلسل أبرز علاقة مثلية ولكنه وضعها في إطار تستقر فيه صناعة الفن المصرية منذ عقود في تكوين منظورها تجاه مجتمع المثليين، حيث تتصل فيها كل السياقات مهما اختلفت بالمثليين بشكل سلبي، فتوضع علاقة مثلية أخيرًا وليس آخرًا في الصناعة ضمن إطار الخيانة الزوجية، حيث يخون الزوج زوجته مع زميلها في العمل.