أطياف
مثلية

رفيقي: فيلم المثلية المحظور الذي قهر الرقابة وتصدر الإيرادات في كينيا

بداية جريئة في وجه الحظر الحكومي

في سابقة فنية وقانونية، تمكن فيلم المثلية “رفيقي”، الذي يتناول قصة حب رومانسية بين فتاتين في كينيا، من تجاوز قرار الحظر الذي فرضته الحكومة الكينية، ليصبح بذلك أحد أبرز الأعمال السينمائية الأفريقية لعام 2018، بل ويتصدر شباك التذاكر الكيني بإيرادات تجاوزت 3 ملايين شيلينغ كيني خلال فترة عرضه القصيرة.

الحظر ودوافعه السياسية والاجتماعية

أصدرت هيئة الرقابة على الأفلام الكينية قرارًا بحظر الفيلم قبيل عرضه الرسمي، معللة ذلك بمحتواه الذي “يشجع على المثلية الجنسية”، وهو ما يخالف القانون الكيني والذي يُجرم العلاقات المثلية.

غير أن مخرجة الفيلم وانوري كاهيو لم تقف مكتوفة الأيدي، فبادرت برفع دعوى قضائية ضد الحكومة، مدعومة من منظمات محلية ودولية تُعنى بحرية التعبير وحقوق مجتمع الميم.

وفي انتصار تاريخي لحرية الفن، قضت المحكمة العليا في نيروبي بالسماح بعرض الفيلم لفترة محدودة مدتها سبعة أيام، كي يتمكن من التأهل للترشيح في جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية، كون التأهل للترشح يشترط عرض الفيلم في بلده الأصلي أولاً.

قصة “رفيقي”: رومانسية مثلية في مجتمع محافظ

يُسلط الفيلم الضوء على علاقة حب تنشأ بين فتاتين، “كينا” و”زاما”، تنتميان لعائلتين متنافستين سياسيًا في أحد أحياء نيروبي.

وتستعرض الأحداث التحديات الاجتماعية والدينية والسياسية التي تواجه علاقتهما في مجتمع ما زال يجرّم المثلية الجنسية.

عبر سرد شاعري وبصري مفعم بالألوان والموسيقى، ترسم وانوري كاهيو لوحة حية لمعاناة المثليين والمثليات في كينيا، وتسلّط الضوء على معركتهم من أجل الاعتراف والقبول والحب.

إنجازات غير مسبوقة في تاريخ السينما الكينية

  • أول فيلم كيني يُعرض في مهرجان كان السينمائي الدولي، ضمن قسم “نظرة ما”، حيث نال إشادات واسعة من النقاد.
  • أول فيلم كيني يُرخص له بالمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
  • سجل أعلى الإيرادات في شباك التذاكر الكيني خلال أسبوع عرضه القصير.

هذه الإنجازات لا تمثل فقط انتصارًا سينمائيًا، بل أيضًا رسالة واضحة ضد قمع الحريات وتهميش مجتمع الميم في كينيا وإفريقيا.

تصريحات مخرجة الفيلم: “الحب ينتصر دومًا”

في مقابلة لها مع شبكة BBC، قالت كاهيو: “كنت أعلم أنني أخوض مخاطرة كبرى، لكنني أردت أن أروي قصة لم تُروَ من قبل في كينيا. هذه ليست فقط قصة حب، بل قصة حرية وحق في الوجود.”

وأضافت: “النجاح الجماهيري للفيلم يبرهن أن هناك جمهورًا في كينيا والعالم يريد سماع ورؤية هذه القصص.”

الخلفية القانونية: المثلية في كينيا

تُعد كينيا واحدة من أكثر الدول محافظة في القارة الإفريقية، حيث لا تزال المثلية الجنسية مُجرّمة بموجب القانون الكيني المستند إلى قوانين الحقبة الاستعمارية البريطانية.

وبحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن أفراد مجتمع الميم في كينيا يواجهون:

  • الاعتقالات التعسفية
  • التمييز في أماكن العمل والتعليم
  • العنف الجسدي واللفظي من المجتمع

تأثير الفيلم: نقاش عام حول حقوق المثليين

أثار عرض “رفيقي” موجة واسعة من الجدل والنقاش في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بين من يرى أنه تطبيع مع قيم “غربية دخيلة”، ومن يعتبره خطوة شجاعة لكسر الصمت المفروض على قضايا الجندر والميول الجنسية في المجتمعات الأفريقية.

وقد رأى كثير من النقاد أن “رفيقي” ليس فقط فيلمًا، بل حدثًا ثقافيًا يفتح الباب أمام موجة جديدة من الإنتاجات السينمائية التي تتناول موضوعات مسكوت عنها.

“رفيقي” أكثر من مجرد فيلم

نجاح “رفيقي” يؤكد أن السينما يمكن أن تكون أداة للمقاومة والتغيير، وأن القصص المهمّشة تستحق أن تُروى، مهما كانت التحديات.

في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها إفريقيا، قد يكون “رفيقي” بمثابة نقطة تحول في كيفية تمثيل الحب، والهوية، والحرية على الشاشة.

الإعلان الدعائي لفيلم المثليات الكيني رفيقي عبر يوتيوب

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.