أطياف
مثلية

كارتون “فتيات القوة” يعود بشخصية جديدة مثلية

كرتون نتورك تعلن عن عودة المسلسل الكلاسيكي بشخصية مبتكرة

في 20 سبتمبر 2017، أعلنت شبكة كرتون نتورك العالمية عن عودة مسلسل الرسوم المتحركة الشهير “فتيات القوة” (The Powerpuff Girls) بحلّة جديدة ومفاجأة مميزة أثارت تفاعلًا واسعًا بين الجمهور: تقديم شخصية جديدة تُدعى “بليس” (Bliss)، وهي أخت رابعة لفتيات القوة وتُقدَّم على أنها أول شخصية مثلية الجنس في المسلسل.

ما جعل الخبر أكثر لفتًا للانتباه هو اختيار الفنانة والمغنية الجنوب إفريقية تويا ديلازي (Toya Delazy) لأداء صوت الشخصية الجديدة، وهي فنانة معروفة بمواقفها الداعمة للمساواة وكونها امرأة مثلية أفريقية، ما يُضيف بُعدًا رمزيًا إلى الشخصية الجديدة.

من هي بليس؟ الشخصية الجديدة في “فتيات القوة”

بليس هي أخت فتيات القوة الكُبرى، ظهرت لأول مرة في حلقة خاصة من خمس أجزاء حملت عنوان “The Power of Four”. وتتميز بليس بلون بشرة أغمق وشعر أزرق كثيف، إلى جانب طاقة غير مستقرة ناتجة عن مادة كيميائية جديدة تُعرف بـ”Chemical W”، تختلف عن المادة “Chemical X” التي صنعت منها الأخوات الثلاث.

وبينما لم يُعلن صراحة في النصوص الأصلية للمسلسل عن ميول بليس الجنسية، فإن تمثيلها من قِبل فنانة مثلية وشخصيتها المختلفة عن باقي الأخوات أثار تفاعلًا إيجابيًا لدى جمهور المثليين ومن مجتمع الميم، الذين رأوا فيها تمثيلًا رمزيًا مرحبًا به في إعلام الطفولة.

تويا ديلازي: صوت جديد في عالم الرسوم المتحركة

تويا ديلازي، الحائزة على عدة جوائز فنية، صرحت عبر حسابها الرسمي على تويتر بفخرها بالمشاركة في المسلسل وقالت: “أنا ممتنة جدًا لاختياري لتأدية صوت بليس، لقد كانت تجربة ساحرة أن أكون جزءًا من هذا العالم الذي أحببناه ونحن أطفال.”

تُعرف ديلازي بنشاطها العلني في دعم حقوق مجتمع الميم في جنوب أفريقيا، وهي واحدة من الأصوات النسائية المتميزة في موسيقى الهيب هوب والإلكترو.

تمثيل المثليين ومجتمع الميم في برامج الأطفال: بين التقدم والجدل

خطوة تقديم شخصية مثل بليس تأتي في سياق توجّه متزايد بين شبكات الإعلام الكبرى لدمج شخصيات من مجتمع الميم في محتواها الموجه للأطفال والمراهقين. فقد شهدنا في السنوات الأخيرة إدراج شخصيات مثلية أو غير ثنائية في مسلسلات مثل “ستيفن يونيفرس” و”أفنتشر تايم” و”شيرا وأميرات القوة”.

بينما يرى العديد من النشطاء أن هذه الخطوات ضرورية لكسر الصورة النمطية وتعزيز تقبل التنوع منذ الطفولة، تثير مثل هذه القرارات الجدل في بعض الأوساط المحافظة، التي تعتبر هذا التمثيل “غير مناسب” للأطفال.

لكن بحسب دراسة أجرتها منظمة GLAAD عام 2017، فإن زيادة التمثيل الإيجابي لشخصيات LGBTQ+ في الإعلام تؤثر بشكل كبير على تقليل التنمر ضد الأطفال والمراهقين المتنوعين جنسيًا وجندريًا، وتُسهم في خلق بيئة أكثر شمولًا وتفهمًا.

الجمهور يتفاعل: احتفاء وتقدير

لاقى الإعلان عن شخصية بليس ترحيبًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون رمزًا للتنوع والتمكين، لا سيما مع اختيار تويا ديلازي، التي تُجسد صوت نساء أفريقيات مثليات نادرًا ما يمثلن في إعلام الأطفال.

قال أحد المعلقين على تويتر: “كبرت وأنا أبحث عن شخصية تشبهني. رؤية فتيات القوة مع أخت سمراء قوية يجعلني أشعر أنني مرئية لأول مرة.”

مستقبل الرسوم المتحركة: نحو تمثيل أكثر تنوعًا

تمثل بليس خطوة صغيرة ولكن مهمة في مسار طويل نحو دمج مزيد من الأصوات والتجارب المتنوعة في الإعلام الموجه للأطفال. فمع عودة “فتيات القوة” في نسخة عصرية، تثبت كرتون نتورك أنها تسعى لتحديث رسالتها بما يتناسب مع واقع الأطفال اليوم وتنوعهم الثقافي والجندري.

ورغم التحديات والانتقادات، فإن إدراج شخصيات مثل بليس يفتح الباب أمام مزيد من القصص التي تعكس العالم الحقيقي بمختلف ألوانه وهوياته.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.