أطياف
مثلية

مارفل تُعلن عن أول بطلة خارقة مثلية في فيلم “Marvel Rising”

خطوة غير مسبوقة في عالم الأبطال الخارقين

في إعلان لافت يعكس التوجه المتنامي نحو تمثيل التنوع والشمولية في صناعة السينما، أعلنت شركة “مارفل” (Marvel) عن تقديم أول بطلة خارقة مثلية الجنس بشكل صريح في فيلم الرسوم المتحركة الجديد “Marvel Rising”، المقرر طرحه في عام 2018. تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحركات التي تتبناها مارفل لإدراج شخصيات تنتمي إلى مجتمعات الميم في أعمالها، وتوسيع نطاق التمثيل الكويري في أفلام الأبطال الخارقين.

من هي البطلة الخارقة الجديدة؟

الشخصية الجديدة تُدعى “America Chavez”، وهي مراهقة لاتينية مثلية تتمتع بقدرات خارقة تشمل التنقل بين الأبعاد وقوة جسدية هائلة. تم تقديم “تشافيز” في القصص المصورة لأول مرة عام 2011، ومنذ ذلك الحين حازت على شعبية واسعة بين قرّاء الكوميكس بسبب شجاعتها وقوة شخصيتها وتمثيلها لفئة مهمشة من الجمهور.

ما هو “Marvel Rising”؟

“Marvel Rising” هو مشروع يضم سلسلة من أفلام الرسوم المتحركة القصيرة والطويلة، تسعى من خلاله مارفل إلى تقديم جيل جديد من الأبطال الخارقين، يمثلون تنوعًا واسعًا من الخلفيات الثقافية والجندرية. ويضم الفيلم شخصيات أخرى مثل “Ms. Marvel” و”Squirrel Girl” و”Inferno”، إلى جانب البطلة America Chavez.

وفقًا لتصريحات مسؤولي مارفل، فإن الهدف من المشروع هو مخاطبة جمهور أصغر سنًا، وتعريفهم بقيم الشجاعة، التعاون، وتقبّل الآخر، من خلال شخصيات قريبة من واقعهم وتعكس تنوع مجتمعاتهم.

التمثيل الكويري في أعمال مارفل: بداية متأخرة ولكن واعدة

على الرغم من الانتشار الهائل لأفلام مارفل في العقد الأخير، إلا أن التمثيل الكويري ظل غائبًا لفترة طويلة، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من قبل جماعات المناصرة لحقوق مجتمع الميم.

لكن خلال السنوات الأخيرة، بدأت الشركة في تدارك هذا الغياب، حيث ظهرت شخصيات كويرية بشكل محدود في بعض الأعمال، مثل شخصية “Valkyrie” التي تم تأكيد ميولها الجنسية في سياق أفلام Thor، وكذلك إدراج شخصية مثلية في فيلم “Eternals”.

وها هي مارفل تواصل هذا التوجه من خلال فيلم رسوم متحركة يركز على مراهقين وأبطال ناشئين، في إشارة إلى سعيها إلى ترسيخ هذه القيم منذ المراحل المبكرة لجمهورها.

ردود الأفعال: إشادة من الجمهور وانتقادات محافظة

قوبل الإعلان عن شخصية America Chavez بترحيب واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من النشطاء والمشاهدين عن سعادتهم بهذه الخطوة، معتبرين أن التمثيل الصريح لشخصيات مثلية في أفلام الأبطال الخارقين يرسل رسالة قوية للأطفال والمراهقين بأنهم ليسوا وحدهم.

وفي المقابل، لم يخلُ الأمر من بعض الانتقادات من جهات محافظة تعتبر أن إدراج شخصيات مثلية في محتوى موجه للأطفال قد يكون “ترويجًا لأجندة سياسية”، إلا أن مارفل لم تتراجع عن موقفها، بل أكدت على لسان منتجي العمل أن “التنوع هو جزء من الواقع، ويجب أن ينعكس على شاشاتنا”.

التأثير الثقافي والاجتماعي لمثل هذه الخطوة

إن إدراج شخصية بطلة خارقة مثلية في عمل من إنتاج شركة بحجم مارفل لا يمكن النظر إليه بمعزل عن السياق الأوسع للصراع من أجل الاعتراف والتمثيل. فالفنون، خاصة السينما والرسوم المتحركة، تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل وعي الأجيال الناشئة وتوسيع آفاقهم.

وبحسب تقارير صدرت عن منظمات مثل GLAAD، فإن التمثيل الإيجابي لشخصيات من مجتمع الميم في وسائل الإعلام يساعد في تقليص التنميط وتعزيز التفاهم الاجتماعي. ويمثل ظهور شخصية مثل America Chavez نموذجًا يُحتذى به، يجمع بين القوة والشجاعة والانتماء إلى هوية جنسية مختلفة.

المستقبل: نحو تمثيل أوسع وأكثر جرأة

تفتح هذه الخطوة الباب أمام المزيد من الشخصيات الكويرية في عالم مارفل السينمائي والرسومي، خاصة مع ازدياد الوعي المجتمعي بأهمية الشمولية والتنوع.

ويتطلع الجمهور إلى رؤية مزيد من القصص التي تركز على قضايا الهوية والتقبل والانتماء، دون أن تكون هذه الجوانب هامشية أو ثانوية.

فيلم “Marvel Rising” ليس مجرد قصة خيالية عن أبطال يقاتلون الأشرار، بل هو بيان ثقافي واجتماعي عن عالم يتغير، وشركات بدأت تدرك أن التنوع ليس تهديدًا، بل مصدر غنى وقوة. ومع ظهور أول بطلة خارقة مثلية بشكل صريح، تكون مارفل قد خطت خطوة مهمة نحو التمثيل العادل والشامل لمجتمع الميم في فضاء الأبطال الخارقين.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.