بمزيج مثير من الرياضة، والعلاقات المثلية، والصراعات النفسية، يتصدر Olympo قائمة المشاهدات على نتفليكس في مصر وعدة دول، ويعيد تعريف تمثيل المثليين في الإنتاج الإسباني.
نجح مسلسل Olympo، أحدث إنتاجات نتفليكس الإسبانية، في تصدر قوائم المشاهدة في مصر وعدد من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، بفضل حبكته الجريئة، تمثيله الصريح للمثليين، وأبطاله الفاتنين.
المسلسل من إنتاج شركة Zeta Studios (المعروفة بمسلسل Élite) ويُعرض حاليًا على نتفليكس، محققًا أكثر من 3.2 مليون مشاهدة و20 مليون ساعة مشاهدة في أسبوعه الأول فقط.
القصة: دراما رياضية مشحونة بالصراعات والهويات
تدور أحداث Olympo في مركز بيرينيه للأداء العالي، حيث يجتمع نخبة من أفضل الرياضيين الإسبان – سباحين، مصارعين، ولاعبي رجبي – في مكانٍ مغلق ومليء بالتنافس، والأجساد، والرغبات الخفية، والصراعات المباشرة.
تدور أحداث المسلسل حول “أمايا”، قائدة منتخب السباحة المتزامنة، التي تتعرض لضغط نفسي كبير عندما تتفوق عليها صديقتها “نوريا”.
مع تصاعد الشكوك حول تعاطي بعض الرياضيين مواد غامضة لتحسين أدائهم، تبدأ دراما نفسية معقدة تطرح سؤالًا مركزيًا: “إلى أي حد يمكن أن نتمادى من أجل الفوز؟”.

لكن بعيدًا عن الجانب الرياضي، فإن Olympo هو أيضًا دراما مثلية وكويرية بامتياز، حيث نجد شخصيات مثل روكي بيريز (Agustín Della Corte)، لاعب رجبي مثلي الجنس يُصارع من أجل إثبات نفسه بين زملائه المحافظين، ويعيش قصة حميمية معقدة مع زميله الغامض سيباس سنجور (Juan Perales) الذي يخفي ميوله الجنسية المثلية عن الآخرين ويبقي علاقتهما في السر.
مشاهد مثلية مباشرة: من التلميح إلى المواجهة
منذ عرض الصور الترويجية، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور لأبطال المسلسل في أوضاع حميمة وجنسية، تتنوع بين لقاءات جنسية في غرف تبديل الملابس، ومصارعة تنتهي باحتضان أكثر من رياضي.
المشاهد المثلية والكويرية ليست جانبية، بل جزء أساسي من الحبكة وأحداث المسلسل، وتُقدَّم دون اعتذار أو تلطيف أو تخفيف، حيث كل شيء يُعرض كما هو.
الحلقة الخامسة كانت لحظة مفصلية في تمثيل المثليين، حيث يتحوّل مشهد تعاطف بين سيباس وروكي إلى مشهد جنسي صريح أصبح حديث الجمهور.
وفي حين تُقدَّم العلاقات الغيرية في المسلسل بشكل تقليدي، فإن العلاقات المثلية تحمل ثقلًا عاطفيًا ودراميًا يعكس صراعات داخلية ومجتمعية حقيقية.
أبطال مسلسل Olympo: من ملاعب الرياضة إلى شاشات الدراما
Agustín Della Corte (روكي): لاعب رجبي أوروغوياني سابق، تحوّل إلى نجم سينمائي بعد مشاركته في فيلم “Society of the Snow”، ويؤدي هنا شخصية معقدة ومثيرة.

Juan Perales (سيباس): نجم جديد لمع اسمه في موسم Élite الأخير، ويلعب دور الشاب الكتوم الذي يخفي ميوله الجنسية خلف قناع من الغموض.

Gleb Abrosimov (دييجو): لمع اسمع في مسلسل Élite.

Clara Galle (أمايا): قائدة الفريق النسائي، تسعى للكمال مهما كلّفها الأمر.

Nuno Gallego، Andy Duato، وآخرون يضيفون تنوعًا وشغفًا لأجواء المسلسل.

نجاح عالمي ومتابعة لافتة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط
أثار نجاح Olympo دهشة الكثيرين، إذ تصدّر قائمة العشرة الأوائل على نتفليكس في مصر، ولبنان، والمغرب، والإمارات، إلى جانب نجاحه الكبير في إسبانيا وأمريكا اللاتينية.
رغم محدودية التمثيل الكويري في المنصات العالمية الناطقة بالعربية، استطاع Olympo كسر هذا الحاجز، ليحظى بمتابعة واسعة من جمهور الدول الناطقة بالعربية الشاب والمتنوّع الذي يبحث عن قصص تعكس تعقيد الهوية والجسد والرغبة.
مسلسل Olympo ليس مجرد مسلسل مراهقين
مسلسل Olympo ليس نسخة مكررة من المسلسل الإسباني الشهير Élite والذي قدم شخصيات مثلية عديدة، بل عمل أقوى، وأسرع، وأكثر نضجًا في تعامله مع قضايا مثل التمييز، والضغوط النفسية، والعلاقات المثلية، والفساد داخل الرياضة، حيث يخوض في أحداث درامية عميقة.
إنه مسلسل يُشاهد من أجل القصة، ويُعاد مشاهدته من أجل التفاصيل، ويُناقَش لجرأته في الطرح وصدق مشاعره.
ما أهمية مسلسل Olympo؟
في منطقة يندر فيها التمثيل الصادق والصريح للهويات الكويرية، يقدّم Olympo نموذجًا دراميًا عالي الجودة يجمع بين الترفيه والتأثير.
فهو لا يكتفي بإظهار شخصيات مثلية، بل يجعل من صراعاتها العاطفية والاجتماعية محورًا سرديًا أساسيًا، في وقت يحتاج فيه الجمهور الشاب في المنطقة والعالم إلى قصص تعكس تجربته بعيدًا عن التمثيل الهوليوودي.
المسلسل مكون من 8 حلقات ومدة كل حلقة 50 دقيقة ومن المتوقع أن يُجدد إلى موسم ثانٍ.
مسلسل Olympo يُعرض الآن على نتفليكس في مصر وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.