أطياف

رجال الدين وصناعة الخطاب الكاره للمثليين

يتطلب توجيه الرأي العام صناعة خطاب مستمر وممتد يحمل الفكرة التي يود صاحبها إيصالها. ويجتمع غالبية رجال الدين مهما اختلف الدين أو المذهب الذي يعتنقونه على استهداف المثليين بخطاب الكراهية والتحريض على العنف. فيعملون على ربط كل ما يمكن أن يكره الناس بـ”المثليين”.

ففي خطاب رجال الدين يكون المثليون المتسببين في حدوث الكوارث الطبيعية، ووجود الأوبئة والأمراض، وسوء الوضع الاقتصادي، حتى وإن بدت الفكرة غير منطقية.

لكن حشو تلك الأفكار في عقول المؤمنين والمواصلة على ترديدها على مسامعهم يجعلهم يوقنون أن حياتهم الآمنة المستقرة التي تنعم .بالرفاهية يقف المثليون عائقًا بينها وبينهم، لذا يجب التخلص من المثليين للحصول على تلك الحياة

غضب الله وانتقامه وابتلاء منه، عصاة ومذنبون، ممارسو فاحشة وشواذ ومنحلون، يعيشون في ندم وخوف، وغيرها من العديد من المفردات التي تخلق تصورا ذهنيا عند جمهور رجال الدين يضع المثليين موضع المجرمين والمعتدين التعساء.

فبدلاً من أن تظهر الصورة الحقيقية التي يعاني فيها المثليون أشد المعاناة نتيجة كونهم مختلفين يعيشون في مجتمع ودولة لا يستوعبان اختلافهم،

ويحول مناداة المثليين بحقوقهم البسيطة والمشروعة إلى دعوة للإفساد وزيادة المعاناة للمؤمنين من وجهة نظرهم، فنجد وتيرة .الكراهية والعنف تجاه المثليين ترتفع أضعافًا مضعفة، وتتعالى الأصوات المنادية بسحق الدولة وتنكيلها بالمثليين

هنا يجب أن يتحمل رجال الدين ومروجو تلك الخطابات مسؤولية سلامة كل من يحرضون ضده،

ومن ناحية قانونية، يجب محاسبة كل من يروج لمثل هذه الخطابات بتهمة التحريض على العنف؛ ليس فقط بسبب جرائم الكراهية التي يرتكبها المتأثرون بهذه الخطابات،

بل أيضًا بسبب التأثير النفسي شديد السوء الذي يقع على المثليين فيدفعهم لإيذاء أنفسهم بطرق مختلفة. يجب محاسبة هؤلاء لأن الكلمة تقتل.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.