أطياف

العبور ونضال اللغة

لطالما كان ظهورنا مرتبطًا بلغتنا، فاللغة ما هي إلا أداة تواصل نستطيع من خلالها توصيل المفاهيم التي نفكر فيها، مشاعرنا، معتقداتنا وغيره، ولطالما كانت معركتنا مع المجتمع الأكبر معركة تقوم على مفهوم امتلاك الجسد، فنحن أصحاب أجسادنا، ولنا وحدنا حرية التحكم في كل ما يخصها، ومن ضمن ذلك المصطلحات التي نصيغها ونستخدمها لوصف هوياتنا وأنفسنا وأجسادنا.
ولكن المجتمع الأكبر لطالما عمل بشكل ممنهج وأصر بشكل كبير على صياغة المصطلحات الواصمة والمفاهيم المهينة للتعبير عن هويات أفراد مجتمع الترانس، وذلك لأن المعركة ليست للتحكم فقط في أجسادنا ولكنها تصل للتحكم الأبوي في عقولنا وكيف نعبر عن ذاتنا ومفاهيمنا.
ويُستخدم الإعلام والفنون كأدوات لترسيخ المفاهيم والمصطلحات الخاطئة حول مجتمع الترانس مما يغذي الكراهية ويشرعن عنف الدولة الذي يحرك العنف المجتمعي تجاه أفراد مجتمع الترانس.
لغتنا أكبر وأوسع وأعمق من ذلك، فكما أن بها مصطلحات استخدمت من المجتمع الأكبر لوصم العابرات والعابرين، فبها أيضًا مصطلحات كويرية عربية أصيلة قام أفراد من مجتمع الترانس بتطوريها واستخدامها وترسيخها في دوائرهم الاجتماعية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كجزء من نضالهمن المتعدد والمتنوع، مثال على ذلك مصطلح “العبور الجندري/الجنسي” و”الانزعاج الجندري” وغيرهما الكثير، ولكن ما ينقصنا كمجتمع عابرات وعابرين هو أن يتم استخدام هذه الألفاظ بشكل أوسع وأكبر كي تترسخ أكثر بعيدًا عن وصم كلمة “متحول/ة” والتي يستخدمها أشخاص كثيرون ومن بينهم حلفاء لنا بدون علم أن هذه الكلمة واصمة، ولأنهم إذا استخدموا كلمة مثل “عابر/ة” لن يفهمها أفراد المجتمع الأكبر.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.