أطياف

صحة تصريحات طارق الحبيب حول الترانس والمثليين

صرح البروفيسور واستشاري الطب النفسي والأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب الدكتور السعودي طارق الحبيب في مقابلة تلفزيوينة مع برنامج يا هلا المذاع عبر قناة روتانا خليجية عدة تصريحات حول المثليين والترانس في حلقة جاءت تحت عنوان “الاضطرابات الجنسية النفسية وكيف يمكن علاجها”. 

وضع التوجه الجنسي المثلي والعبور الجنسي مع المواضيع التي تعتبر من الاضطرابات الجنسية النفسية غير صحيح تمامًا، حيث قامت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين والتي تعتبر أكبر مجموعة معنية بالطب النفسي في العالم بحذف المثلية الجنسية من قائمة تصنيف الاضطرابات العقلية DSM عام 1973، كما قررت منظمة الصحة العالمية بحذف المثلية الجنسية من قائمة التصنيف الدولي للأمراض ICD عام 1990، كما حذفت العبور الجنسي من القائمة عام 2019. مناقشة المثلية الجنسية والعبور الجنسي مع مواضيع مثل الانجذاب الجنسي للحيوانات والأطفال والموتى يعتبر توجيه وتنميط يزيد من تغذية خطابات وسلوكيات الرفض والكراهية والعنف تجاه المثليين والترانس في دول الخليج والشرق الأوسط والشمال الأفريقي. 

وقال طارق الحبيب: “الشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية كان في كتب الطب النفسي قديما يعتبر قريبا من الأمراض، أو مرض كان، لما احتاج بعض السياسيين في الغرب دون أن نسميهم لأصواتهم، أخرجوهم من التصنيف الطبي ولم يجعلوه مرضا، ثم بعد فترة منها أصبح خيارا شخصيا للإنسان أن يتزوج الرجل الرجل والمرأة المرأة، هذا في المجتمع الغربي. بعض الناس يميل للجنسين يعني رجل يميل للرجال وللنساء ولذا يتم تقييمه، فأحيانا تكون هناك اضطرابات واثارات نفسية معينة.” 

عندما دعت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين إلى إعادة النظر في إدراج المثلية الجنسية ضمن قائمة تصنيف الاضطرابات العقلية DSM، أثار الموضوع الجدل، حيث كانت تنتشر حينها ثقافة رفض المثليين والقوانين المجرمة للعلاقات الجنسية المثلية في الولايات المتحدة الأمريكية وأغلب دول العالم، ولكن جاء الأمر نتائج الطرق المتبعة في تغيير التوجه الجنسي للأفراد من المثلية أو ازدواجية الميل الجنسي إلى الغيرية الجنسية، حيث دمرت حياة مئات الأشخاص دون أي جدوى، حيث كانت تمثل الطرق تعذيب جسدي ونفسي، مما أثار التساؤلات حول جدوى تلك الطرق والأسس التي وضعت عليها، مما يأخدنا إلى نشأة الطب النفسي في الأساس، وكيف أنه بدأ بتصورات الأطباء الدينية المسيحية والمجتمعية حول الأفراد، فتبنى الطب النفسي منظورات تتعامل مع المثلية الجنسية والعبور الجنسي على أنهما اضطرابات وأن الأصل والطبيعي في البشر أن يكونوا مغايرين التوجه الجنسي منسجمين الجندر، فلم تستند تلك المنظورات إلى أسس علمية، وإن حاولت مع مرور السنين أن تأسس سند علمي لها، لكنها لم تنجح في تحقيق ذلك، فيميل أطباء نفسيين في منطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي ودول العالم الذين يتبنون مواقف معادية للمثليين والترانس إلى تكوين نظرية وخطاب مبني على أسس المؤامرة، بدل من طرح أسس علمية، وبناء على ما سبق، فإن حذف المثلية الجنسية والعبور الجنسي من قوائم الأمراض النفسية معالجة للتحيز الديني والمجتمعي السابق المبني على آراء شخصية ومجتمعية لا حقائق علمية. وتعتبر الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين ومنظمة الصحة العالمية ازدواجية الميل الجنسي توجه جنسي طبيعي. 

وقال طارق الحبيب: “هو ليس اضطرابا نفسيا بمعنى الاضطراب وليس سلوكا طبيعيا، الذي أراه وهو رأي الشخصي فيه، أنه انحراف فطري، يبدأ مع الإنسان مع الطفولة، وأنه يبدأ مع الإنسان مع البداية، لذلك المثلي أو الشاذ في شعوره لا يجوز لومه، أتكلم نفسا، لأن هذا جُبل فيه، فإن فعل فهو مخطئ.”

استخدام مصطلحات دينية مثل “اضطراب فطري” وصبغها صبغة علمية لن يجعلها علمية، وإرجاع أسباب المثلية الجنسية إلى أخطاء في التنشئة والتربية لا أسس علمية له. 

وقال طارق الحبيب: “هناك آخرون يعانون مما يسمى بـ(اضطراب الهوية الجنسية)، بمعنى أن رجل يشعر بداخله أنه أنثى وأحيانا امرأة تشعر بداخلها أنها رجل فلم نطلق عليها أنها شاذة ولكن هذا هو الطبيعي لها كغريزة.” 

توقف الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين عن استخدام مصطلح “اضطراب الهوية الجنسية” عام 2013، واستبدلته بمصطلح “الانزعاج الجندري”. 

وقال طارق الحبيب: “وأن ما هم فيه نوعا من الابتلاء من الله ويجب عليه الصبر… ولذلك حينما يأتي الشرع العظيم ويعاقبهم على أفعالهم فهو يعاقبهم على أفعالهم وليس على شعورهم… هو محرم والقضية منتهية.”

يتبنى طارق الحبيب خطابات تخلط بين الطب النفسي والدين، فيتحدث تارة كطبيب نفسي، وتارة كرجل دين، ويعرف طارق الحبيب نفسه عبر موقع مركز مطمئنة الطبي الذي يشرف عليه، بأن اهتماماته العلمية تتركز في علاقة الدين بالصحة النفسية.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.