أطياف
D-Crunch

الكويت: إلغاء مفاجئ لحفل فرقة D-Crunch يثير جدلاً واسعًا حول حرية التعبير والتمييز ضد الكويريين

في خطوة مفاجئة وغير مبررة رسميًا، أُلغي حفل فرقة البوب الكورية الجنوبية D-Crunch في الكويت قبل ساعات قليلة من انطلاقه، مما أثار موجة من الاستياء بين جمهور الفرقة الكوري والعربي، وفتح النقاش مجددًا حول قضايا الرقابة وحرية التعبير، وخاصة في ما يتعلق بالتمييز ضد الفنانين ذوي المظاهر غير النمطية أو المرتبطين بالمجتمع الكويري.


الإلغاء قبل العرض بساعات دون توضيح رسمي

كان من المقرر أن تُحيي فرقة D-Crunch حفلًا موسيقيًا في الكويت ضمن جولتها الفنية، إلا أن أعضاء الفرقة أعلنوا فجأة عبر حساباتهم الرسمية إلغاء الحفل، مقدمين اعتذارهم لمعجبيهم دون أن يوضحوا الأسباب، مؤكدين أن القرار لم يكن صادرًا عنهم بل من الجهات المنظمة أو الرسمية.

ولم تُصدر السلطات الكويتية أي بيان رسمي لتوضيح سبب الإلغاء، رغم أن الفرقة كانت قد دُعيت بشكل رسمي وتم الترويج للحفل من قبل.


أسباب الإلغاء: تكهنات تفضح خلفيات التمييز

رغم غياب البيان الرسمي، أشارت تقارير إعلامية كويتية ومحلية إلى أن الإلغاء جاء نتيجة ما وصفته بـ”ظهور أعضاء الفرقة في عروض سابقة بأوضاع غير لائقة ومخالفة للآداب العامة”، وهي تهمة فضفاضة كثيرًا ما تُستخدم لتبرير منع أعمال فنية ذات طابع تحرري أو غير تقليدي.

وتناقلت وسائل إعلام أخرى تصريحات غير رسمية أو تسريبات أشارت إلى أن السبب الحقيقي للإلغاء هو “اتهام الفرقة أو بعض أعضائها بالشذوذ الجنسي”، وهو تعبير مهين يُستخدم في بعض الدول لوصم المثليين والمثليات وأفراد المجتمع الكويري، ويكشف عن وجود تمييز صريح ضد الهوية الجندرية والتوجه الجنسي للفنانين، سواء أكان ذلك حقيقيًا أو مفترضًا بناءً على مظهرهم أو أسلوبهم الفني.


الرقابة على الثقافة الكورية في المنطقة

تُعد فرق K-pop الكورية مثل D-Crunch، BTS، وEXO من أبرز رموز الثقافة العالمية الشبابية، ولها قاعدة جماهيرية ضخمة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، تواجه هذه الفرق أحيانًا موجات رفض من قبل بعض السلطات في دول المنطقة، نظرًا لما يُعتبر من قبل البعض “عدم التوافق مع القيم المحافظة”، خاصة عندما يظهر الفنانون بمظهر ناعم، يستخدمون المكياج، أو يروجون لرسائل شمولية.

وفي هذا السياق، تقول الناشطة الثقافية الكورية “لي نا يونغ” في تصريح سابق لوسائل الإعلام:

“إن رفض بعض الدول لفرق K-pop لا يتعلق فقط بالفن أو المحتوى، بل برفض غير معلن للهويات غير النمطية والمظهر الجندري المحايد الذي يعتمده الكثير من نجوم الكيبوب.”


السياق الأوسع: تجريم المثليين في الكويت

لا يمكن قراءة هذا الإلغاء دون الإشارة إلى القوانين الكويتية التي لا تزال تُجرم المثلية الجنسية، وتفرض قيودًا على التعبير عن الهويات الجندرية المختلفة. ففي ظل هذه البيئة القانونية والاجتماعية، تُواجه الأنشطة الثقافية والفنية الرقابة أو الإلغاء إذا ارتبطت – ولو ظنًا – بأفراد من مجتمع الميم عين (LGBTQ+).

ويُعد هذا الحادث مثالًا على التمييز غير المعلن ضد الأفراد أو الجماعات التي يُنظر إليها بأنها لا تتماشى مع القيم السائدة، حتى وإن لم تكن تقدم أي محتوى صريح يتعارض مع القوانين.


دعوات للتضامن وحرية الفن

على وسائل التواصل الاجتماعي، أطلق العديد من معجبي فرقة D-Crunch حملات تضامن تحت وسم #JusticeForDCrunch، مطالبين بتوضيح من السلطات الكويتية، ومنددين بما وصفوه “تمييزًا فجًا ضد الفنانين الكوريين بناءً على مظهرهم أو ميولهم المفترضة”.

كما طالب ناشطون في حرية التعبير والمجتمع الكويري بتوفير مساحات آمنة للفن والثقافة بعيدًا عن الرقابة الأبوية والمجتمعية التي تُقصي التنوع والاختلاف.


الخلاصة: حرية الفن في مواجهة الوصاية الاجتماعية

يُعيد إلغاء حفل D-Crunch في الكويت النقاش حول حدود حرية الفن في المنطقة العربية، وكيف أن الرقابة لا تزال تُمارس أحيانًا بناءً على تصورات نمطية وتمييزية ضد مظاهر أو هويات معينة.

في عصر العولمة والانفتاح الرقمي، يصبح من الصعب تبرير هذه الإلغاءات أمام جمهور عالمي شبابي يتطلع إلى التنوع والشمول والحرية في التعبير.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.