بعيدًا عن القصف
قريبًا من الموت
يمشي بنصف خطوة إلى نومه
فلديه سرير
وخطوتين إلى أخبار الموت العاجل
فلديه الآن
آلاف الأحزان ليستقبلها
وفواجع سهلها القدر أو استسهلها
والقلق المتراكم والعجز
والألغاز كلعبة
لكن الأجزاء من الناس
كان ينام وأخبار العالم شغالة
وكأن الكون سيرأف
أو أن سماءً ستؤجل قصف الأطفال مساءً
بالليل وهم في العتمة يستمعون
إلى قصة ما قبل النوم
“يلا تنام
يلا تنام
واهدي لك خبز ويمام
روح يا طيران لا تقصف
على صغيري حتى ينام”
نام صحيح
قبل الزنانة والغارة
لم يفتح عينيه صباحًا
سرق الطيران نهاية قصته المحكية
سيعود إليها كي يعلمها كل مساء
صار القصة
لكن قصته أشلاء أو أجزاء
(1)
الجزء الأول
يده تحمل كسرة خبز
وعليها مرآة غبار
تكشف للعالم عوراته
لكن ليس ليسترها
بل كي يتمادى
(2)
الجزء الثاني
فمه يضحك
فحبوب الأرز المستوية باللبن الصافي
سقطت أرضًا
من بين يدي ملكٍ
كان يطمئنه أو يشبع جوعه
ويجهزه كي يستقبل حبًا آخر
في أرض أخرى ترحم لحم الإنسان ودمه
(3)
الجزء الثالث
قدم صغرى بثلاث أصابع لا غير
كأقدام الطير
لكن من دون جناحات
فجناحاه اليوم تحلق في أجواء أخرى
لم يعطش فيها
لم يضربه الجوع أو الطيران
وأكمل قصة ما قبل النوم وغنى
يلا تعود يلا تعود
واهدي لك خبز وأكفان
بعدما فات الأوان
كتابة: ليو أنيس