قبلة غير متوقعة في فيلم الجريمة والدراما لعام 2013
في عام 2013، أصدرت هوليوود واحدًا من أكثر أفلامها إثارة وإعجابًا بين النقاد والجمهور: American Hustle أو “الاحتيال الأمريكي”، من إخراج ديفيد أو. راسل، وبطولة نخبة من النجوم منهم كريستيان بيل، برادلي كوبر، جينيفر لورنس، وآيمي آدامز.
حصد الفيلم عشرة ترشيحات لجائزة الأوسكار، وكان محط أنظار عشاق السينما حول العالم.
لكن أحد أكثر المشاهد إثارة للجدل، رغم قصره، لم يكن ضمن المحور الأساسي للقصة بل لحظة عاطفية مفاجئة بين الشخصيتين النسائيتين الرئيسيتين، روزالين (جينيفر لورنس) وسيدني (آيمي آدامز)، حيث تبادلت الممثلتان قبلة مثلية أثارت انتباه الجمهور والنقاد على حد سواء.
فكرة آيمي آدامز: لحظة ارتجالية أصبحت حديث الجمهور
بحسب تصريحات صحفية لاحقة، لم تكن هذه القبلة مدرجة في السيناريو الأصلي، بل كانت اقتراحًا من آيمي آدامز نفسها أثناء التصوير، حيث رأت أن التوتر العاطفي بين الشخصيتين بلغ ذروته وأن لحظة التقارب الجسدي قد تعكس بُعدًا نفسيًا إضافيًا في العلاقة بين روزالين وسيدني.
وقد وافق المخرج ديفيد أو. راسل على إبقاء المشهد في النسخة النهائية، معتبرًا إياه لحظة قوية تعكس التعقيد العاطفي بين الشخصيتين، كما أنه لم يُصوَّر بشكل استعراضي بل جاء في سياق درامي منطقي.
وفي مقابلة مع الصحافة، عندما سُئلت آيمي آدامز عن القبلة، أجابت بابتسامة: “كانت فكرة مني، وجينيفر وافقت على الفور، وهي تمتلك شفاه ناعمة جدًا.”
هذه العبارة أصبحت لاحقًا مادة لتناقل النكات والميمز، لكنها أيضًا أثارت نقاشًا أعمق حول تمثيل المثليات في السينما.
تمثيل المثليات في السينما: بين الواقع والخيال
لطالما كانت السينما مساحة مفتوحة للتجريب واستكشاف التعقيدات العاطفية بين الشخصيات.
ومع تزايد المطالب بتمثيل أكثر واقعية وشمولية للمجتمع الكويري، باتت مشاهد العلاقات المثلية جزءًا من المشهد السينمائي، سواء بين شخصيات مثلية بالفعل أو ضمن لحظات توتر درامي كما في حالة American Hustle.
لكن رغم هذه التغيرات، لا تزال بعض النقاشات قائمة حول مدى واقعية هذه المشاهد، وهل هي مخصصة لإثارة الجدل فحسب أم أنها تسعى بالفعل لتقديم بعد إنساني أعمق؟
وفي هذا السياق، رأى البعض أن قبلة آدامز ولورنس كانت محاولة لكسر الحواجز النمطية بين النساء، وإظهار كيف يمكن للمشاعر أن تتجاوز التوتر والغيرة.
ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية
لم تمر هذه القبلة مرور الكرام، حيث جذبت انتباه وسائل الإعلام التي أبرزت المشهد في تغطيتها للفيلم، كما لاقت تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي.
رأى البعض أن اللحظة كانت طبيعية وتخدم تطوّر الحبكة، بينما اعتبرها آخرون غير ضرورية أو مجرد وسيلة لتوليد الإثارة.
وقد أشادت بعض المقالات السينمائية بالمشهد واعتبرته خطوة جريئة تُحسب للممثلتين، اللتين لم تمانعا من أداء لحظة حميمية تُعبّر عن تعقيد العلاقات بين النساء في إطار اجتماعي مليء بالمنافسة والخداع.
أهمية التنوع والتجريب في السينما
بعيدًا عن الجدل، يمكن اعتبار هذا المشهد تأكيدًا على أهمية التنوع في السينما والتجريب الفني في نقل المشاعر، حتى وإن كان ذلك عبر لحظات غير متوقعة.
فالتعبير عن المشاعر لا يتقيّد دائمًا بالنوع أو الهوية الجنسية، بل يتجاوزها أحيانًا لإبراز الطبيعة البشرية بكل ما تحمله من تعقيد.
وقد أشار بعض النقاد إلى أن المشهد لم يكن مشهدًا جنسيًا بالمعنى التقليدي، بل رمزًا للتقارب والانفجار العاطفي بين سيدني وروزالين في لحظة توتر وغيرة.
قبلة صنعت لحظة سينمائية لا تُنسى
في نهاية المطاف، تبقى قبلة آيمي آدامز وجينيفر لورنس في American Hustle واحدة من اللحظات السينمائية المثيرة للجدل والمثيرة للاهتمام في آن. جاءت من خارج النص، لكنها أضافت طبقة جديدة من الدراما للمشهد، وأثارت نقاشًا واسعًا حول التمثيل، الجندر، وحدود التعبير في السينما.
وعلى الرغم من مرور سنوات على عرض الفيلم، لا تزال هذه اللحظة تُذكر في مقالات وتحليلات نقدية، وهو ما يدل على قوتها الرمزية وأثرها المستمر في النقاش العام حول محتوى الأفلام وتنوعها.