بوز: أهم مسلسلات مجتمعات الميم في التاريخ

أكبر مسلسل يضم ممثلين ترانس في التاريخ

أعلن الكاتب والمنتج والمخرج راين مورفي عام 2018 عن مسلسله الجديد Pose والذي يضم أكبر طاقم من ممثلات وممثلين ترانس في التاريخ. وهن؛ إم جيه رودريجيز، وإنديا مور، ودومينيك جاكسون، وانجليكا روس، وهايلي سحر وغيرهن. حيث قدمن شخصيات، بلانكا، وأنجل، وإلكترا، وكاندي، وهولو على التوالي. كما شاركت بشكل كبير في تأليف المسلسل وإخراجه، الكاتبة والمخرجة والمنتجة الترانس جانيت موك، والكاتبة الترانس أور ليدي جي. كما شارك في التأليف والإخراج والإنتاج الكويري ستيفين كانلز والكويرية تينا ماربي وآخرون. وشارك في التمثيل المثلي الشهير بيلي بورتر.

أحداث حقيقية بنيت عليها القصة

وتدور أحداث Pose بداية في الثمانينات وحتى التسعينات، حول ثقافة منافسات الرقص والأزياء، والتي شكلتها مجتمعات الترانس والمثليين في الولايات المتحدة الأمريكية. خاصةً ذوي البشرة الداكنة منهم. حيث كانت تكون مجتمعات الترانس والمثليين عائلات اختيارية أو بديلة بعد أن نبذتهم عائلاتهم البيولوجية. ويُبرز المسلسل تلك الثقافة، كما يسلط الضوء على الظروف والعلاقات حينها، خاصة في ظل تفشي وباء فيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز والفقر والعنصرية وكراهية الترانس والمثليين.

أحداث المسلسل وشخصياته مقتبسة من قصص وأشخاص حقيقية. بعض الأحداث عاشتها مؤلفات ومنتجات المسلسل مثل جانيت موك وأور ليدي جي. كما أن بعضها مقتبس من أشخاص وأحداث كانت معروفة في الثمانينات وحتى التسعينات في مجتمع الترانس ومجتمعات الميم داكنة البشرة في الولايات المتحدة الأمريكية. مثل شخصيات براي تيل وبلانكا وأنجل وإلكترا ودايمن وكاندي فورستي. بعض تلك الشخصيات مقتبسة من أكثر من شخصية حقيقية. وبعض تلك الشخصيات الحقيقية ظهرت في الفيلم الوثائقي الهام والذي كان المرجع الرئيسي للمسلسل، فيلم Paris is Burning/باريس تحترق. والذي صدر عام 1990. حيث وثق ثقافة وحياة منافسات الرقص والأزياء. وكانت مخرجة الفيلم جيني ليفينجستون منتجة استشارية للمسلسل. كما اقتبست شخصيات من عائلة اكسترافاجنزا الكويرية الشهيرة.

المسلسل يفتح أبواب الجوائز المغلقة

رشحت نجمة مسلسل Pose إم جيه رودريجيز لجائزة إيمي لأفضل ممثلة رئيسية في مسلسل درامي عن المسلسل. مما جعلها أول امرأة ترانس في التاريخ تُرشح لتلك الفئة في مجمل أقسامها. وذلك عن شخصية بلانكا، الأم المؤسسة لمنزل إيفانجليستا والذي يرعى شباب مجتمع الميم كعائلة بديلة بدلاً من عائلاتهم التي نبذتهم. ورشحت عن الموسم الثالث والأخير من المسلسل، والذي تنتجه شبكة FX الأمريكية. وحصل الموسم الأخير على 9 ترشيحات في المجمل لجوائز إيمي عن فئات مختلفة، أبرزها أفضل مسلسل درامي. ورغم عدم فوزها بالجائزة، إلا أن مجرد الترشح كان لحظة تاريخية. أما بيلي بورتر فقد حصد جائزة إيمي عن دوره في المسلسل. مما جعله أول رجل مثلي جنسيًا داكن البشرة يفوز بالجائزة. بجانب 3 فوائز إيمي أخرى حصدها المسلسل عن الأزياء والمكياج وتصفيفات الشعر.

حيث قالت إم جيه رودريجيز في تعقيبها على ترشحها التاريخي: «شعرت بأنه تم تمثيلي وأنني أصبحت ظاهرة. كما شعرت أنني أكثر قبولًا مما شعرت به منذ فترة طويلة. شعرت أن زملائي يرونني الآن… زملائي في التمثيل، ويراني الأشخاص المحيطون بالفنون، وإلى أي مدى أريد أن أقدم للعالم الحب لمهنتي وفني».

وأضافت: «إنني ممتنة لأنه تتم رؤيتنا أخيرًا بالطريقة التي نحتاج أن تتم رؤيتها بها. وأن قصصنا يمكن الآن اعتبارها قصصًا إنسانية. إن تلك الفرصة تفتح الأبواب وتفتح كل شيء أكثر وأكثر. هناك عدد غير محدود من القصص التي يمكن روايتها الآن، وذلك ببساطة بسبب حدوث تلك التجربة».

وأردفت: «كنت أفكر في الشباب الذين يمكنهم أن ينظروا إلينا. ويرون أننا بشر وأن لدينا الكثير لنقدمه ونتطلع إليه وأن هناك أحلامًا يمكن تحقيقها. لأننا نستطيع جعلها تحدث. فلقد قدمنا المسلسل كفريق واحد. أقول دائمًا إن العمل الجماعي يجعل الحلم يحقق أفضل النتائج، وهذا بالضبط ما فعلناه. لقد كونا أسرة أثناء عملنا».

كما فازت إم جيه رودريجيز بجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثلة رئيسية في مسلسل درامي عن المسلسل. مما جعلها أول امرأة ترانس في التاريخ تفوز بتلك الجائزة.

حصد المسلسل 36 جائزة أخرى وترشح إلى 142 جائزة.

مشاعر خيمت على نهاية المسلسل

قال راين مورفي، مخرج المسلسل والذي يشارك في تأليفه وإنتاجه: «علينا أن نحكي القصة التي أردناها بالضبط. كما أردنا أن نحكيها، وأنا فخور وممتن للغاية، قد تنتهي قصة Pose في عام 1996، لكن تأثيرها سيستمر إلى الأبد. منذ البداية عندما جلست أنا وستيفن كانالز للاستماع إلى رؤيته وأفكاره حول المسلسل، كان مشروعًا شغوفًا». كما وصف المسلسل بأنه إبراز إبداعات حياته المهنية، مضيفًا أنه راضٍ عن الطريقة التي تنتهي بها رحلة المسلسل.

وفي حديثه عن نهاية المسلسل، قال ستيفن كانالز، الذي يشارك في تأليف المسلسل: «لقد كان قرارًا صعبًا علينا للغاية. ولكنها كانت رحلة لا تصدق، لقد روينا القصة التي أردنا أن نحكيها بالطريقة التي أردنا أن نفعل ذلك بها. الانتقال من بداية مسيرتي المهنية في أواخر التسعينيات عندما كان من المستحيل تقريبًا تصوير شخصية من مجتمعات الميم على التلفزيون إلى Pose – والتي سيسجل في التاريخ لاحتوائه أكبر طاقم من مجتمع الترانس ومجتمع الميم عمومًا على الإطلاق – إنها حقًا لحظة كاملة لي».

المسلسل مكون من 3 مواسم و26 حلقة. ويعتبر واحدًا من أفضل المسلسلات على الإطلاق عبر قائمة IMDb لأفضل 250 مسلسل في التاريخ. وللأسف لم يعد المسلسل متاحًا للمشاهدة في مصر وشمال أفريقيا والشرق الأوسط عبر نتفليكس. لكن الترجمة العربية للمسلسل متاحة كاملةً.