في اليوم العالمي للإيدز، بنفتكر سوا كل الناس اللي فقدت حياتها بسبب فيروس نقص المناعة ومرض الإيدز وبسبب عدم وصول الدعم والرعاية النفسية والطبية والمجتمعية والعاطفية المناسبة لهن/م.
الأساليب العلاجية لفيروس نقص المناعة ومرض الإيدز بتتطور بشكل كبير كل سنة. بالرغم من كده، للأسف في زيادة تصاعدية في عدد الوفيات في مصر. ده بسبب عدم الكشف بشكل دوري ومبكر وعدم المعرفة بتوافر العلاج والرعاية والخوف من الوصم المجتمعي. مهم نكشف بشكل مبكر ودوري ونشجع أصحابنا ومعارفنا يكشفوا لو حاسيت إنهمن اتعرضوا للعدوى.
بداية بروتوكول علاج فيروس نقص المناعة (مضادات الفيروسات القهقرية) والانتظام عليه في أسرع وقت من اكتشاف العدوى ليه فوايد كتيرة زي:
- منع تضرر جهاز المناعة عن طريق منع الفيروس من التكاثر الذاتي
- بيخلي الأشخاص يعيشوا حياة صحية من غير ما يتحول الفيروس لمرض الإيدز
- الاستمرار على العلاج لمدة ٦ شهور بيخلي الفيروس غير قابل للكشف، يعني مبيظهرش في تحليل الحمل الفيروسي ومش هيتنقل لحد تاني. مهم تفضلوا مستمريت على العلاج حتى بعد ما يكون الفيروس غير قابل للكشف لأن الانقطاع عن العلاج بيؤدي لزيادة في عدد الفيروسات الممكن كشفها وتعقيدات في الرحلة العلاجية
فيروس نقص المناعة والإيدز في مصر
سنة ٢٠٠٨ كانت أول سنة مضادات الفيروسات القهقرية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري تكون متوفرة في مصر من خلال الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا. في ٢٠١٤، وزارة الصحة والسكان قررت تغطي تكلفة المضادات من الدعم المحلي وفي ٢٠١٧ بالفعل نجحت في تغطية ١٠٠٪ من الأدوية. في عام ٢٠١٨، سمحت الوزارة لشركات الأدوية المحلية بإنتاج وتوزيع المضادات وده خلى الوصول لهم أسهل على مستوى الجمهورية. السنة دي ضمن خطة وزراة الصحة لتحسين صناعة الأدوية محليًا وتغطية احتياجات المتعايشين/ات، بدأ تصنيع وصرف “تيجريڤيرين”، وهي الجرعة المكملة اللي بتكون مع “تروفادا”. بيتم تصنيعها وصرفها ببتروتوكول أفضل من العلاج المحلي اللي كان بيتصرف قبل كده واللي كان له أعراض سيئة.
مصر بتقدم خدمات مختلفة للمتعايشات/ين مع فيروس نقص المناعة من خلال الخطة الوطنية لمكافحة مرض نقص المناعة البشري والحد من انتشار عدوى الإيدز بحلول عام 2030 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز.
مهم تعرفوا حقوقكوا كمتعايشيت مع فيروس نقص المناعة في مصر اللي من ضمنها:
- خدمات مشورة وتشخيص وتوعية صحية. والفحص الطبي وتلقي مضادات الفيروسات القهقرية. والمتابعة من خلال مراكز الفحص والمشورة الخاصة بوزارة الصحة في كل مستشفيات الحميات بالمحافظات
- كل الخدمات دي بتكون متاحة بشكل مجاني على نفقة الدولة
- الدولة بتكفل الحق في الأمان والخصوصية لأي شخص بتروح لتلقي خدمات في مراكز الفحص والمشورة
توصيات من أفراد متعايشيت مع فيروس نقص المناعة في مصر
بالرغم من توافر الخدمات الحكومية للمتعايشات/ين، لسة المشوار طويل لإتاحة الرعاية بشكل آمن وشامل لكل المتعايشيت. جمعنا بعض التوصيات من أفراد متعايشات/ين مع فيروس نقص المناعة في مصر من خلال تجاربهم/ن.
- التوعية بفيروس نقص المناعة باستمرار من خلال حملات وبرامج مختلفة في أنحاء الجمهورية
- العمل على إنهاء الوصم للمتعايشات/ين، خصوصًا وصم الستات اللي بيلجأوا للفحص والمشورة
- تدريب مقدمي الخدمات الحكومية على التعامل بدون تمييز أو وصم مع المتعايشيات/ين
- تجنب طلب بطاقة الهوية الشخصية في مراكز الفحص والمشورة
- وجود مجموعات دعم للمتعايشات/ين
- أولوية للمتعايشين/ات في الدعم النفسي
- التفكير بشكل جماعي في خلق مساحات مجتمعية وعلاقات عاطفية وحميمية تراعي المتعايشات/ين والوصم الللي بيتعرضوا له
معاناة المتعايشيت مع فيروس نقص المناعة بتزداد تحت الحروب والعدوان والنزاعات
في يوم زي ده، مهم نسلط الضوء على معاناة المتعايشيت مع فيروس نقص المناعة في أوقات الحروب والعدوان والنزاعات. المتعايشيت مع فيروس نقص المناعة بيواجهوا مشاكل كتيرة في الظروف العادية، زي الوصم والعنف المجتمعي وعدم المعرفة بالخدمات وسبل الرعاية المتاحة لهم/ن أو عدم اتاحتها من الأصل. في أوقات الحروب والعدوان والنزاعات، المنظومة الصحية، خصوصًا في دول الجنوب العالمي، بتزداد هشاشة وبتكون من أول المنظومات اللي الاحتياج لها أكبر وفي نفس الوقت بتعاني من قلة توافر الموارد البشرية والمادية للعناية بالمرضى.
في السودان
بسبب النزاع في السودان، عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية والأطقم الطبية الرئيسية تعرضت لهجوم مستمر وللاحتلال من أطراف النزاع. أكثر من ٧٠٪ من المرافق الصحية في الولايات المتضررة من النزاع حاليًا خارج الخدمة. بالإضافة لكده، توافر الدواء من مصادر خارجية ونقله بيكون غير آمن وقت الحرب وفي الأغلب مش ديمًا بيوصل للمراكز الصحية والمستشفيات. كل ده أدي إلى صعوبات شديدة في وصول الرعاية اللازمة والأدوية لمرضى كتير، وخصوصًا أصحاب الأمراض المزمنة والمتعايشات/ين مع فيروس نقص المناعة.
في غزة
العدوان الصهيوني على غزة والقصف المتكرر والمستمر للمنشآت الصحية والمستشفيات أدى إلى إنهيار المنظومة الصحية في غزة، خصوصًا في الشمال بسبب إجبار قوات الاحتلال أهل غزة والأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في الشمال للنزوح للجنوب. رامي العبادلة، نائب مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة بغزة، صرح أن في تراجع في أعداد متلقى الخدمة الصحية من أصحاب الأمراض المزمنة ليصل إلى ١٠٪ فقط من إجمالي المصابين بالأمراض المزمنة، اللي من ضمنها فيروس نقص المناعة.
في أوقات الحروب والعدوان والصراعات، بترتفع معدلات العنف الجنسي والجندري، خصوصًا تجاه النساء والأفراد الكويريات/ين والعابرين/ات والعاملون/ات بالجنس، وبتزداد عرضتهم/ن للإصابة بفيروس نقص المناعة مع عدم توافر الخدمات اللازمة لهن/م كضحايا وناجيات/ين. المتعايشات/ين بيواجهوا عنف مخصص بسبب تهميشهمن في الأوقات دي سواء في قلة التغطية الإعلامية عن مشاكلهن/م أو نسيانهم/ن من المنظمات الصحية الدولية والقوافل الطبية.
المتعايشات/ين في السودان وفي غزة وفي مناطق حروب وعدوان ونزاعات مختلفة بيواجهوا مشاكل صحية خطيرة بسبب عدم إتاحة علاج فيروس نقص المناعة (مضادات الفيروسات القهقرية) لهن/م، زي ضعف جهاز المناعة والعرضة للإصابة بأمراض أخرى ومقاومة الجسم للأدوية. كل المشاكل دي بتؤدي لتفاقم صحة المرضى والموت البطئ.
*الصورة من تصوير معتز عزايزة.