نتفليكس تتصدر قائمة الإنتاج العالمي لمسلسلات تضم شخصيات مثلية

في إنجاز جديد يعكس التقدّم في تمثيل مجتمعات الميم عين (LGBTQ+) في الإعلام، صنّف تقرير GLAAD السنوي لعام 2019 شبكة نتفليكس كأكثر منصة إعلامية تنتج محتوى يحتوي على شخصيات كويريّة في العالم، متفوقة بذلك على جميع الشبكات الأخرى التلفزيونية والرقمية.

GLAAD وتقرير الرصد الإعلامي

منظمة GLAAD (تحالف المثليين والمثليات ضد التشهير) تُعد من أبرز المؤسسات الرقابية التي ترصد تمثيل مجتمعات الميم في وسائل الإعلام حول العالم. ومن خلال تقريرها السنوي المعروف باسم Where We Are on TV، تقوم بتحليل شامل لمحتوى القنوات والشبكات التلفزيونية ومنصات البث، لقياس مدى شمولية وتنوع التمثيل الكويري في البرامج الدرامية والكوميدية.

وقد أشار تقرير عام 2019 إلى أن نتفليكس ضمّت أعلى عدد من الشخصيات المثلية والمتحولة والمزدوجة التوجه الجندري في أعمالها الأصلية، مقارنة بأي شبكة بث أخرى.

نتفليكس تقود تمثيل الشخصيات المثلية والكويريّة

بحسب التقرير، شكّلت الشخصيات الكويرية نسبة كبيرة من مجمل الشخصيات التي ظهرت في مسلسلات نتفليكس، ما يعكس التزام المنصة بتعزيز التمثيل المتنوع والشامل، وهو ما يتجاوز الصورة النمطية التقليدية للمجتمع الكويري التي كانت سائدة في الماضي.

من أبرز الأعمال التي احتفت بها تقارير GLAAD ووسائل الإعلام:

• Pose: الذي يحتفي بمجتمعات الكوير من العابرين والعابرات جندريًا ويُعد من أوائل المسلسلات التي ضمّت طاقمًا غالبيته من النساء العابرات.
• Sex Education: الذي قدّم شخصيات كويرية متنوعة بصورة إيجابية وإنسانية.
• Tales of the City: سلسلة تناولت قضايا الهويات الجنسية والجندرية في إطار اجتماعي وعاطفي عميق.

أهمية التمثيل الإعلامي الكويري

أشارت GLAAD في تقريرها إلى أن التمثيل الإعلامي العادل والإيجابي للشخصيات المثلية والمتحولة مهم ليس فقط لرفع الوعي المجتمعي، بل أيضًا لتوفير مرآة تعكس الواقع الحقيقي لأفراد مجتمع الميم، مما يُعزز من تقبلهم اجتماعيًا ونفسيًا.

وقالت سارة كيت إيليس، الرئيسة التنفيذية للمنظمة:

“نحن نُطالب شبكات البث بمواصلة الاستثمار في القصص التي تعكس تنوع مجتمعات الميم، لأن الإعلام هو أداة حاسمة في محاربة التهميش والتحيز.”

توجه نتفليكس نحو مستقبل أكثر شمولاً

مع تزايد الانتقادات الموجهة لبعض المنصات الإعلامية بسبب تهميش أو تشويه صورة الشخصيات الكويرية، يُعد تصدر نتفليكس لهذا التقرير السنوي دليلاً على ريادتها في تقديم محتوى يراعي التعددية الجندرية والجنسية.

وقد أعلنت المنصة عن مشاريع مستقبلية تتضمن مزيدًا من الإنتاجات التي تضع قضايا الهوية الجندرية والتوجه الجنسي في صلبها، ما يعزز من فرص التمثيل العادل للفئات المهمشة في الإعلام.

إن تصدّر نتفليكس لقائمة GLAAD لعام 2019 يُعد خطوة إيجابية ومهمة في سبيل ترسيخ التمثيل العادل والمنصف لمجتمع الميم عين في الإعلام العالمي، ويشكل نموذجًا يُحتذى به لباقي منصات البث والقنوات التلفزيونية. ومع استمرار هذا التوجه، يمكن أن يشهد المستقبل الإعلامي المزيد من الانفتاح والتنوع، بما يعكس واقع المجتمعات ويعزز قيم المساواة والاحترام.