بمناسبة عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل The Fosters: وقفة مع الشخصيات الكويرية وتأثيرها
في السادس من يونيو 2018، أسدل الستار على واحد من أكثر الأعمال التلفزيونية تأثيرًا وتقدمًا في تمثيل التنوع الأسري والجنسي، وهو مسلسل The Fosters.
استمر المسلسل على مدار خمسة مواسم و104 حلقة، ناقش خلالها قضايا اجتماعية معقدة تتعلق بالهوية، والأسرة، والتنوع العرقي، والهوية الجنسية، ما جعله محط إشادة من النقاد والجمهور على حد سواء.
عائلة مثلية غير تقليدية في قلب الحدث
يدور المسلسل حول “لينا” وزوجتها “ستيف”، وهما زوجتان مثليتان تقومان بتربية أسرة مكونة من أطفال بالتبني من خلفيات مختلفة، في نموذج يخرج عن الإطار التقليدي للأسرة.
تبدأ القصة حين تقرر لينا وستيف تبني فتاة مراهقة تُدعى كالي وأخيها الأصغر جود، فتتشابك العلاقات وتتصاعد الأحداث ضمن مشهد واقعي يمس العديد من القضايا الاجتماعية.
الشخصيات الكويرية الرئيسية في The Fosters
أبرز ما ميّز هذا العمل هو تعدد وتنوع الشخصيات من مجتمع الميم (LGBTQ+)، والتي لم تُطرح كعناصر ثانوية أو جانبية، بل كجزء محوري من القصة. نستعرض هنا أهم هذه الشخصيات:
ستيف آدامز فوستر (Stef Adams Foster): شرطية، وهي واحدة من الوالدتين في العائلة. تتمتع بشخصية قوية، وتواجه تحديات مهنية وأسرية، ما يجعلها نموذجًا للأمهات المثليات في الدراما التلفزيونية.
لينا آدامز فوستر (Lena Adams Foster): زوجة ستيف ومديرة مدرسة، وتتمتع بذكاء عاطفي عالٍ، وتُعتبر محور التوازن داخل الأسرة. لينا هي من أصول مختلطة، ما يضيف بُعدًا عرقيًا لهويتها الكويرية.
جود آدامز فوستر (Jude Adams Foster): الابن الأصغر للعائلة، ويُعد من أولى الشخصيات المراهقة في التلفزيون الأميركي التي تمرّ علنًا بتجربة اكتشاف الذات والهوية الجنسية. تطور شخصيته من الغموض إلى الإعلان عن مثليته، مثل لحظة قبلته مع صديقه كونور، يُعتبر من أبرز المشاهد في تاريخ تمثيل المراهقين المثليين على الشاشة.
كونور ستيفنز (Connor Stevens): صديق جود وشريكه العاطفي. علاقتهما العاطفية منذ المراحل المبكرة من عمرهما شكلت سابقة في تقديم العلاقات المثلية المراهقة ضمن أعمال موجهة لجمهور عائلي.
آرون بيكر (Aaron Baker): شاب ترانس يظهر لاحقًا كشريك عاطفي لكالي. يعكس آرون صراعات التقبل الذاتي والعلاقات العاطفية المعقدة التي قد يمر بها الشخص الترانس.
كول (Cole): مراهق ترانس يقيم في نفس مركز الأحداث مع كالي، ويدخل في خلافات وصراعات ناتجة عن غياب الفهم الاجتماعي لهويته، قبل أن يتطور إلى علاقة صداقة داعمة.
تمثيل رائد للعلاقات المثلية والأفراد الترانس
مسلسل The Fosters لم يكتفِ فقط بتقديم شخصيات كويرية بل تعامل معها بعمق وواقعية. لم تكن الشخصيات مجرد “رموز تمثيل”، بل عرض التطور النفسي والاجتماعي بشكل متكامل. تناول العمل قضايا:
- التبني وزواج المثليين في الولايات المتحدة.
- التحديات التي يواجهها الترانس في المؤسسات الاجتماعية.
- معاناة المراهقين في المصارحة بميولهم الجنسية.
- التنمر والتمييز داخل المدارس وأماكن الرعاية.
وهو ما أكسب المسلسل إشادة من منظمات مثل GLAAD، التي وصفته بأحد أكثر الأعمال التلفزيونية شمولًا وتمثيلًا لمجتمع الميم.
التأثير المجتمعي والنقد الإيجابي
أثّر المسلسل بشكل خاص على المراهقين والشباب من مجتمع الميم، حيث عبّر العديد منهم على وسائل التواصل الاجتماعي عن شعورهم بأنهم “مرئيون لأول مرة”. كما استخدم العديد من المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين مشاهد من المسلسل ضمن جلسات التوعية والتمكين للمراهقين.
ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته GLAAD عام 2018، فإن أكثر من 67% من الشباب الأميركيين الذين شاهدوا The Fosters شعروا أن المسلسل ساعدهم في فهم أصدقائهم أو أقاربهم من مجتمع الميم بشكل أفضل.
مسلسل إرث The Fosters وأثره المستدام
مع انتهاء عرضه، يترك مسلسل The Fosters إرثًا مهمًا في أرشيف الدراما التلفزيونية الأميركية والعالمية. لقد ساعد في عرض صورة العائلات غير التقليدية بواقعية، وفتح بابًا واسعًا لمزيد من التمثيل الإيجابي والدقيق لمجتمع الميم.
ويظل المسلسل مرجعًا أساسيًا لأي نقاش حول تمثيل الهوية الجندرية والميول الجنسية في الإعلام، خاصة وأنه اختار أن يُخاطب الجمهور العام، بما في ذلك الأسر والمراهقين، بلغة عاطفية وإنسانية لا تخلو من التحدي والأمل.